شكل الاجتماع التشاوري للجنة الوزارية الدائمة لإعداد التراب الوطني ، الذي انعقد اليوم الأربعاء بالرباط ، مناسبة لتقديم برامج العمل الجهوية المندمجة لجهات وادي الذهب لكويرة ، وكلميمالسمارة ، ومكناس تافيلالت ، والتي تشكل لبنة أساسية في مسلسل اللامركزية واللاتركيز، وفي تنزيل الجهوية المتقدمة. ويندرج هذا الاجتماع في إطار تفعيل توصيات الدورة الأولى للمجلس الأعلى لإعداد التراب الوطني المنعقدة في ماي سنة 2004 ، والتي افتتح أشغالها صاحب الجلالة الملك محمد السادس بخطاب دعا فيه إلى الالتزام بمنهجية عقلانية ، تعتمد المبادرة والقوة الاقتراحية ، والنظرة المستقبلية الكفيلة بضمان التنسيق اللازم بين السياسات القطاعية ، والانسجام المحكم بين التخطيط الاقتصادي والاجتماعي ، ومخططات إعداد التراب . ويعتبر برنامج العمل الجهوي المندمج لجهة وادي الذهب لكويرة ،الذي يروم إبراز المؤهلات التنموية الكفيلة بإنتاج الثروات الجديدة وتنمية التشغيل، طريقة مثلى للتوفيق بين النجاعة الاقتصادية وحماية الثروات من جهة ، وبين العدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة ، من جهة أخرى . ويشمل هذا البرنامج عدة مشاريع مقترحة ، مدرجة في إطار العقد البرنامج للجهة ( 2013 / 2018 ) ، والمتعلقة بالرفع من طاقة تفريغ الأسماك على المدى القريب والبعيد ، وبالبنيات التحتية لإنتاج الماء الصالح للشرب ، والرفع من إنتاج الطاقة وتحسين النقل البري والجوي ، وتطوير الأنشطة الإنتاجية . كما يشمل مشاريع تتعلق ، بتنظيم تجمعات سكانية تشكل أساس هيكلة حضرية في الجهة ، والتنمية السياحية ، والتنمية الفلاحية ، وحماية وتثمين البيئة ، وتحسين الحكامة المجالية ، وتحسين شبكة الاتصالات . أما برنامج العمل الجهوي المندمج لجهة كلميمالسمارة ، الذي سيعمل على أجرأة المخطط الجهوي لإعداد التراب الوطني ،فيرمي بشكل خاص إلى إرساء ركائز التسويق الترابي للجهة ، وتعزيز تنافسيتها ، مع خلق دينامية اقتصادية تستجيب للحاجيات الملحة للساكنة وفق مقاربة التنمية البشرية المستدامة . وينص هذا البرنامج على أن التدخلات المستقبلية ذات الأولية بالنسبة للجهة تتمثل في ، بناء الطريق السيار من أكادير إلى منطقة الشبيكة ، وتأهيل الشبكة الطرقية على صعيد تراب الجهة ، وتأهيل ميناء طانطان ، وتعبئة الموارد المائية ، وتأهيل السدود في إطار برنامج جهوي . كما تشمل هذه التدخلات إطلاق المشروعين السياحيين المهيكلين (الشاطئ الأبيض والشبيكة ) ، وتهيئة المنطقة السياحية الشمالية لمنطقة (الوطية /طانطان ) ، ودعم مشاريع السياحة الواحية بالجهة ، وإحداث المستشفى الجهوي ، وتأهيل المرافق الطبية بالجهة وتعزيز سياسة القرب في هذا القطاع ، علاوة على أجرأة المخطط الجهوي للاقتصاد الاجتماعي ، ودعم تثمين المنتوجات المجالية . وبشأن برنامج العمل الجهوي المندمج لجهة مكناس تافيلالت ، فيشمل عدة محاور مقترحة للتهيئة ، تتعلق بإدماج الجهة بشكل أفضل في الشبكات الوطنية الكبرى ( الطرق ، الولوج لأقطاب النمو ، المطارات ) ، وإنشاء مركب حضري وقطب اقتصادي قوي حول مكناس ، والرفع من مناصب الشغل غير الفلاحية ، وتأهيل المدن والرقي بأدوارها إلى المستوى الجهوي كأقطاب دعم للمناطق المعزولة . كما يشمل محاور في شكل مشاريع ، تتعلق بفك العزلة وتحسين ظروف العيش ، وتحقيق مفهوم التضامن ، وتحسين إنتاجية المزروعات الموجهة للتصنيع ، وتهيئة مناطق سياحية ، والرفع من أنشطة التكوين العالي في مختلف التخصصات .ويشمل كذلك محاور تهم فك العزلة بالمناطق الجبلية ، وتدارك النقص في التهيئة ، وحماية المناطق الهشة بالمجال شبه الصحراوي ، وبلورة آلية للتعاقد بين الدولة والجهة .