لقد فوجئ المغاربة بعد صدور الدستور الجديد بحملات، إما مروجة للتصويت لصالحه، أو محرضة ضده. فهاهم أتباع العشرين من شباط لم يضيعوا أي فرصة للمناهضة ضد هذا الدستور، و تحريض عامة الشعب للتصويت بلا ، فمباشرة بعد الخطاب الملكي و أظن أنهم لم يتمعنوا حتى النظر في محتوى هذا الدستور خرجوا للإحتجاج رافعين لافتات ``ما مفاكينش `` وفيديواتهم ملأت اليوتيوب، وطبعا لم يسلم الفايسبوك من نشر `قاطع` في جل صفحاتهم. أما حكمومتنا الموقرة فإنها تبذل كل ما في وسعها ليصوت الناس بنعم لهذا المولود الجديد، حيث نظمت حملات عديدة في كل انحاء البلاد، و وزعت ``قَرفيات`` في سبيل ذلك، كما خرجت مسيرات حاشدة في كل مدن المملكة رافعة لافتات `نعم` بالخط العريض. أما أنا فأقول للشباطيين: كفاكم سطحية و براكة من التسنطيح، وكفاكم معارضة لأجل المعارضة فقط، فيبدوا للعيان أنها أصبحت رياضتكم المفضلة ووجبة دسمة يسيل لها لعابكم، أدرسوا هذا الدستور و حاولوا أن تروا النقاط الإجابية فيه، فبالرغم من أنه ليس كاملا، إلا أنه يتضمن العديد من الأمور التي تدعوا إلى التفاؤل، و هذه فقط البداية، و التغيير لا يأتي بين عشية و ضحاها، كما أقول لهم كفاكم تحريضا للناس على الفايسبوك و التويتر و اليوتيوب، إذا كانت لديكم نية مسبقة لمقاطعة هذا الدستور هذاك سوقكم، لكن دعوا عامة الشعب و شأنهم، فكما أنكم تعيبون على الحكومة كونها تدعو الناس للتصويت بنعم، كذلك يعاب عليكم دعواكم لهم بالمقاطعة. أما للحكومة فأقول : إن كنتم تظنون أنكم بحملاتكم و هتافاتكم، ستفرضون هذا الدستور على الشعب و تلزمونه التصويت بنعم، فإنكم و الله مخطئون، لأن الوعي بدأ يتسرب إلى عقول الناس، و جْلالة تحيدَات من العينين، و إذ ا كانت فعلا لديكم نية في الإصلاح و بلوغ شط الديمقراطية بهذا البلد، فدعوا الشعب يقرر نيابة عن نفسه. أما لكل من قرأ مقالي هذا فأقول: خد مسودة الدستور الجديد و اقرأها، فتدبرها ثم قرر حسب ما يمليه عليك ضميرك، وقناعتك الشخصية هل ستصوت بنعم أم لا، انت وحدك من لديه الحق في أخذ القرار، أما بخصوص ما يروج له أولئك.. فأنصحك أن 'دير ودنين ميكا' عن كل ما يلغون به، و اسمع صوت ضميرك فقط،و لا يغرك صحوة كانون(الحكومة) ولا غيمة شباط( 20فبراير). فمن حق كل فرد أن يعبر عن رأيه بالذهاب إلى صناديق الإقتراع، أما بماذا سيصوت فذلك راجع له، رجاء كفاكم تشويشا، ودعوا الناس يصوتون عن قناعة وليس عن تبعية.