بينت إحصاءات حديثة أن البدانة بين الأطفال حالياً أكثر من الضعف مقارنة بمدى انتشارها بين الأطفال والمراهقين منذ 3 عقود. وأشارت نتائج دراسة جديدة نشرتها مجلة "جاما" لطب الأطفال إلى أجهزة التلفزيون في غرف نوم الأطفال باعتبارها السبب الرئيسي في زيادة الوزن والسمنة بين الصغار، مقارنة بأقرانهم الذين لا توجد أجهزة في غرف نومهم. استند فريق بحث أميركي بقيادة الدكتورة ديان جيلبرت إلى إحصاء يقول إن 71 بالمائة من الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و18 عاماً لديهم أجهزة تلفزيون في غرف نومهم، ونظراً لمستوى التعرض العالي لشاشة التلفزيون والألعاب افترض الباحثون أنه سبب التأثير الضار على وزن الأطفال والمراهقين. للتحقق من هذه الفرضية أجرى الباحثون دراسة استبيانية على الهاتف مع 6522 فتى وفتاة تتراوح أعمارهم بين 10 و14 عاماً. طلب الباحثون من المشاركين الإجابة على سلسلة من الأسئلة، عن وجود تلفزيون في غرف نومهم، وساعات المشاهدة خلال أيام المدرسة وأيام العطلة، وساعات لعب ألعاب الفيديو والكومبيوتر، ومعلومات عن الوزن ومؤشر كتلة الجسم (علاقة الوزن بالنسبة للطول). استخدم الباحثون عينة من الأوزان تمثل الأطفال في الولاياتالمتحدة في المرحلة العمرية بين 10 و14 عاماً، لتكون خط الأساس أو المعيار للمشاركين في الدراسة. وتوصلت النتائج إلى أن وجود التلفزيون في غرف النوم يرتبط بزيادة مؤشر كتلة الجسم. ووجدت النتائج أن 59.1 بالمائة من المشاركين في الدراسة لديهم تلفزيونات في غرف نومهم، وأنها مسؤولة عن زيادة مؤشر كتلة الجسم بين 0.57 و0.75. وافترض الباحثون أن وجود التلفزيون في غرفة النوم يعطل نمط نوم الطفل الطبيعي ويقلل ساعاته، وأن ذلك قد يكون سبباً في زيادة الوزن بحسب ما وجدت دراسات سابقة. علاوة على ذلك يزيد التلفزيون من التعرض للإعلانات التجارية عن الأغذية التي تستهدف الأطفال. أوصت نتائج البحث بإزالة التلفزيونات من غرف نوم الأطفال لمكافحة السمنة بينهم. وقالت: “إن الحد من وقت التعرض للشاشة يتطلب مراقبة الوالدين، ومن شأنه أن يقوم بتغيير هيكلي في نمط تعرض الطفل للإعلام والألعاب الإلكترونية". أشارت النتائج إلى أن الأطفال يتعرضون لوسائل الإعلام من خلال وسائط أخرى غير التلفزيون مثل الهاتف الذكي والكومبيوتر. وتوصي الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال بعدم وجود أجهزة التلفزيون والأجهزة الإلكترونية في غرف نوم الأطفال.