وثق زعيما كرة القدم الإسبانية ريال مدريد وبرشلونة علاقتهما بالعالمين العربي والإسلامي من خلال سلسلة من التعاقدات الناجحة مع لاعبين مسلمين أو من أصول عربية، وقد ساهم ذلك في ارتفاع حجم الاهتمام الجماهيري "المرتفع أصلا" لمباريات الكلاسيكو، وما حصل الموسم الماضي كان خير دليل على ذلك. غير أن القضايا التي أثيرت مؤخرا عبر وسائل إعلامية كثيرة ومنها موقع يوروسبورت عربية، حول دخول الناديين أو أطراف محسوبة عليهما في علاقات وزيارات جانبية أثارت مشاعر الإحباط لدى كثير من عشاق الناديين، رغم أن ما حصل ليس مرتبطا بالرياضة، أو المتعة الكروية التي ينشدها في العادة عشاق الساحرة المستديرة، ولا يتعدى تصرفات فردية، كل حسب حريته الشخصية وقناعاته وفقا لمعتقدات دينية أو خبرات حياتية. ولكن واستنادا لذات المبدأ، فقد بدا واضحا أن كلا الناديين بدأ يمتلك عددا متزايدا من اللاعبين المسلمين الذين لهم قناعات ومعتقدات يجب احترامها، رغم أن كثير منهم على ما يبدو ليس ملتزما أو عارفا بتفاصيل كثيرة، كما يحب البعض أن يعلق دائما. ويضم ريال مدريد حاليا كل من مسعود أوزيل ونوري شاهين وسامي خضيرة وحميد التينتوب وكريم بنزيمة فضلا عن لاسانا ديارا المرشح للانتقال إلى نادي آخر، فيما يضم برشلونة إبراهيم أفلاي وسيدو كيتا واريك ابيدال، وهذا الأخير نال من التكريم ما جعله تاجا على رؤوس الكتالونيين. وربما أصبح لزاما على ريال مدريد وبرشلونة التفكير مليا في تغيير الصورة النمطية عن الأندية الأوروبية وخلق فرص جديدة وقنوات متعددة لرفد الحماس الجماهيري في العالمين العربي والإسلامي بدماء جديدة، وأن ذلك يمكن تحقيقه بكل سهولة، خصوصا بعد المعاملة الرائعة التي حظي بها اللاعبون المسلمون من المدربين جوزيه مورينيو وبيب غوراديو خلال المناسبات الدينية. ويستطيع قطبا الكرة الإسبانية تخصيص "مصلى" قريبا من غرف تغيير ملابس اللاعبين، كما هو الحال في الأندية العربية، حيث سيساعد ذلك على تحسين صورة الناديين وتكريم اللاعبين المسلمين الملتزمين وتذكير المقصرين بواجباتهم، علما بأن لاعب اشبيلية المالي المسلم كانوتيه ضرب مثالا يحتذى عندما قام بترميم مسجد كامل على نفقته لمنع السلطات الإسبانية من هدمه.