أقيم مساء أمس السبت على هامش مهرجان الفروسية بجماعة الكرعاني بإقليم آسفي حفل توقيع لكتاب "الخيل في التاريخ والتراث الشعبي ببلاد عبدة واحمر من جهة دكالة عبدة" لمؤلفه إبراهيم كريدية. ويتناول المؤلف في هذا الكتاب الذي صدر في طبعته الثالثة في شهر فبراير 2014 عن جمعية آسفي للبحث في التراث الديني والتاريخي والفني عددا من المحاور التي تهم تاريخ ومكانة الخيل في منطقتي عبدة واحمر من جهة دكالة عبدة. ويذكر الكاتب في هذا الصدد النقش الصخري برأس البدوزة (30 كلم شمال آسفي) الذي يشي بوجود قديم للفرس بالمنطقة وآثار ومواقع آسفي والجوار التي ارتبط اسمها باسم الفرس وفرس عقبة بن نافع باعتباره أقدم فرس يذكره تاريخ آسفي. وتتحدث محتويات هذا الكتاب الصادر في أزيد من مائة صفحة من الحجم المتوسط عما حظي به الحصان العبدي من شهرة واسعة داخل المغرب وخارجه ومساهمة إدارة الحماية في تربية الخيول بالمنطقة وبروز عدد من مربي الخيول العارفين بطرق الترويض وانفراد بلاد احمر بوجود مدرسة قديمة للفروسية والرماية. ويتوقف الكاتب في هذا المؤلف عند ألوان الخيول التي كان يركبها عدد من المجاهدين ضد الاستعمار مع الإشارة إلى مكانة الفرس في الثقافة الشعبية خاصة من خلال الأمثال التي تفصح عن صفات الخيل باعتبارها مصدرا للتقديس والرفعة والعزة والتحدي والجسارة إلى جانب حضور الخيل في أشعار العيطة الشعبية وطرب الملحون. كما يتناول الكاتب النواة الأولى لرياضة الخيل إبان الحماية الفرنسية فيما يعرف بحي الكورس بآسفي وإلى فن التبوريدة أو الفانتازيا كرياضة وفرجة ذات شعبية واسعة وانعكاس ذلك على العديد من أعمال الفنانين التشكيليين بآسفي الذي يجعلون من الفرس والخيل موضوعا لأعمالهم الفنية والإبداعية.