قتل جنديان ومدني السبت في اعتداء انتحاري بسيارة مفخخة استهدف حاجزًا للجيش اللبناني في الهرمل شرق لبنان، كما اعلن مصدر طبي رافضًا الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس. وتبنت جبهة النصرة في لبنان في حسابها على تويتر العملية الانتحارية. وجاء في بيانها "تم استهداف منطقة الهرمل بعملية استشهادية مباركة، وذلك في يوم السبت 22 ربيع الثاني 1435ه، الموافق 22/ 2/ 2014، فإلى أهلنا أهل السنة في الشام لن ينقص الدين، وأبناؤكم أهل الجهاد أحياء". ويتمتع حزب الله الشيعي اللبناني الذي يدعم الجيش السوري بقوة، بتواجد كبير في مدينة الهرمل الواقعة في سهل البقاع اللبناني على بعد عشرة كيلومترات من الحدود السورية. وقال المسؤول الطبي إن الاعتداء اوقع ثلاثة قتلى، هم جنديان ومدني، و16 جريحًا، بينهم خمسة جنود. وكان مصدر أمني أشار قبلًا إلى سقوط قتيلين وعدد غير محدد من الجرحى. وتعذر على المصدر الأمني إعطاء رقم محدد عن الجرحى على الفور، لكنه قال ان احد القتيلين جندي. والحاجز يقع عند مدخل الهرمل، وتتوقف السيارات عنده بشكل منتظم لتفتيشها من قبل الجيش. ومباشرة بعد وقوع التفجير فرضت الشرطة العسكرية طوقا أمنيًا حول المكان، وامرت السلطات القضائية باجراء فحص الحمض الريبي النووي على اشلاء الانتحاري في محاولة لمعرفة هويته، حسب ما نقلت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية. سلام يدعو إلى التضامن تعليقا على التفجير، دعا رئيس الحكومة تمام سلام اللبنانيين جميعًا إلى "التكاتف والتضامن في مواجهة الإرهاب بجميع اشكاله، لقطع الطريق على المخططات، التي تريد الحاق الأذى بلبنان وأبنائه ومؤسساته، مهما كان مصدرها". وكانت مدينة الهرمل مسرحًا لهجمات عدة في الاشهر الاخيرة على علاقة بالنزاع في سوريا. ففي الاول من شباط/فبراير، قضى اربعة اشخاص فيها في اعتداء انتحاري تبنته "جبهة النصرة في لبنان"، التي تعتبر فرعًا لتنظيم القاعدة والتي تقاتل القوات السورية النظامية. واعلنت هذه المجموعة انها تتحرك ردًا على ما أسمته على "جرائم" حزب الله في سوريا. ولبنان غارق في حلقة من اعمال العنف على علاقة بالنزاع السوري، الذي فاقم التوترات بين مسلمين سنة يدعمون مسلحي المعارضة السورية وشيعة بقيادة حزب الله. ومنذ اعلان حزب الله مشاركته في المعارك في سوريا الى جانب نظام الرئيس السوري بشار الاسد في تموز/يوليو استهدفت المناطق ذات الاكثرية الشيعية في شرق لبنان وفي الضاحية الجنوبية لبيروت بنحو عشرة تفجيرات، كان اخرها الاربعاء الماضي عندما انفجرت سيارتان مفخختان امام المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت، ما ادى الى مقتل 11 شخصًا.