كعادته أطلّ علينا عيد الحب حاملا معه وابلا من الجدل ، فمِنّا من رفضه .. ومِنّا من أيّده .. ومنِّا منرفضوه أمام الناس واحتفلوا به بين الجدران ! إن الرفض الاجتماعي والديني المحيط بعيد الحب واضح للغاية ..ولعل أن هذا الرفض لا يقتصر على دولنا الاسلامية/العربية فقط، حيث وجدت -على صفحات الانترنيت- غربيين متدينين يرفضونه رفضا تاما لاعتبارات فكرية متعددة، ووجدت ملحدين يفعلون نفس الأمر، لكنني لم أجد أمّة واحدة تكذب لتبرر رفضها غير أمّتنا!
نشروا قصص غريبة عجيبة عن سبب هذا اليوم ، هناك من قال راهب وزنا .. وهناك من قال راهب كان يؤيد الزنا وهناك من قال راهب انتحر من أجل الحب، وكأن هذا الراهب "فالنتاين" متعدد الاستخدامات ، وهذا كلّه من أجل هدف واحد وحيد ألا وهو أن يرفض الناس هذا العيد، لم يستطيعوا اقتحام عقول الناس بالمنطق فاستخدموا القصص الكاذبة... لكن للأسف .. أمتنا اعتادت على تصديق الخرافات من أجل الرفض ؛ تماما كما أشاع أحدهم أن "بن لادن" لازال على قيد الحياة وتماما كما كَذَبَ أحدهم بمعنى اسم "PEPSI " .. فبالله عليكم كيف سنحكم العالم بهذه العقلية؟! أن تقود الأمة بالعلم والمعرفة أفضل بكثير من أن تقودها بالجهل والخرافات ولو حادت عن الطريق .. لكن ما دمنا نريد رفض كل ما لا يناسب ديننا وثقافتنا، ألا توجد وسيلة أخرى لإقناع الناس بهذا غير الكذب ؟؟
و هكذا إذا لم يستطع حُماة ثقافة الأمة وفكرها استخدام العقل والمنطق لإقناع الناس بفعل الصحيح دينياً (وليس الصحيح في وجهة نظرهم)، فعليهم التخلي عن هذه المهمة.. لأن كذبهم سينكشف يوما ما ويدني قدرهم ويجعل الناس يشككون بأي كلمة خرجت منهم إلاّ من سقطوا في حفرة "تقديس البشر"..