سجل عدد السياح البولونيين الذين زاروا المغرب خلال سنة 2013 ارتفاعا بنسبة 15 في المائة مقارنة مع سنة 2012 ، وهو النمو الذي يفتح الطريق أمام السياحة المغربية لتعزيز حضورها في سوق أوروبا الشرقية. وحسب مندوبية المكتب الوطني المغربي للسياحة في وارسو، فإن 47 ألف سائح بولوني زاروا المغرب سنة 2013 مقابل 41 ألف سائح سنة 2012 ، مما يجعل المملكة إحدى أهم الوجهات بالنسبة للبولونيين. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم خلال السنة الجارية بفضل الحملة الإشهارية التي واكبت المشاركة القوية للمغرب في الدورة الثانية للمعرض الدولي للسفر "بودروزي"، الذي نظم في دجنبر الماضي بالملعب الوطني لوارسو. وجرى تنظيم هذا المعرض، الذي انعقد بعد معرض (وارسو تجارة السفر) المنظم مؤخرا، من قبل أكبر مجموعة إعلامية في بولونيا (التلفزيون والإذاعة والصحافة المكتوبة)، تستضيف الصحافيين ووسائل الإعلام المتخصصة في السياحة. وأشارت مندوبية المكتب الوطني المغربي للسياحة بوارسو إلى أنها اعتمدت سياسة تروم جذب المزيد من السياح من بولونيا وبالتالي من أوروبا الشرقية. فإلى جانب بولونيا، يستهدف المكتب أسواق التشيك، وهنغاريا، وسلوفاكيا، وكرواتيا وبلدان أخرى من أوروبا الوسطى. وبسبب فصل الشتاء البارد، يبحث سياح أوروبا الشرقية عن الشمس منذ شهري فبراير ومارس، ويتم الحجز لفصل الربيع. وفي هذا الصدد وبهدف الاستجابة لطلب السوق البولونية، وقع المكتب الوطني المغربي للسياحة مؤخرا اتفاقية مع "إتاكا" (أكبر شركة أسفار في بولونيا)، وذلك بهدف تعزيز القدرات الجوية على مستوى مدينة أكادير. وتم خلال السنة الجارية إطلاق سلسلة من الرحلات الجوية بين وارسو- الصويرة وووركلو- أكادير بشراكة مع شركة الأسفار "إتاكا". ويختار السائح البولوني المدن الشاطئية والمدن الثقافية، خاصة أكادير ومراكش والصويرة. وبالنسبة للسياح البولونيين من ذوي الدخل المرتفع والذين يمارسون رياضات مثل الكولف، فإن المغرب يستجيب حاليا لهؤلاء الزبناء من خلال عروض متميزة بمراكش وأكادير. ويتعلق الأمر بالنسبة للمكتب الوطني المغربي للسياحة بالتموقع في سوق واعدة ورفع تحدي المنافسة، حيث تعتمد السياسة الجديدة للمكتب على المشاركة في جميع المعارض السياحية. وتعتبر هذه المعارض مناسبة لتقديم المؤهلات السياحية للمملكة، وثقافتها وتاريخها العريقين، وإرثها الحضاري. وبالنسبة للمهنيين المغاربة الذين يهتمون بسوق أوروبا الشرقية، فإنه ينبغي تعزيز الرحلات الجوية بين المغرب والعواصم الرئيسية في هذه المنطقة من أجل ترويج أفضل للوجهة الوطنية التي تتميز بالتنوع والحداثة، والأصالة، وهي ثلاثية حاضرة بشكل واسع في الإعلانات الإشهارية سواء في التلفزيون أو في الشوارع الرئيسية بالمدن البولونية ووسائل النقل العمومية. وأكد مهنيون وفاعلون في قطاع السياحة خلال المعرض السياحي الأخير بوارسو، أن سوق أوروبا الشرقية "واعدة وتتوفر على قيمة مضافة قوية". كما يعتزمون مرافقة المكتب الوطني المغربي للسياحة في سياسته الهادفة إلى تجاوز عتبة 100 ألف زائر بولوني للمغرب في السنوات المقبلة.