شرعت الشركة الفرنسية "سيتا أطلس"، وهي فرع لمجموعة "سويز- بيئة" الدولية الرائدة في مجالات تدبير الماء والنفايات ، مؤخرا بمدينة مكناس، في تأهيل موقع لتخزين النفايات المنزلية والمماثلة لها وإحداث واستغلال مركز للتخلص منها وتثمينها. ويأتي إنجاز هذا المشروع في إطار اتفاقية بين الجماعة الحضرية لمكناس وشركة (سيتا أطلس) تم توقيعها في غشت الماضي وتشمل وضع تصور مشروع مندمج لإعادة هيكلة المطرح الحالي وتهيئته واستغلال وإنشاء مركز جديد للتخلص من النفايات ومعالجتها وتثمينها. ومن شأن إحداث هذا المركز الجديد أن يستجيب للأهداف المحددة في مجال التنمية المستدامة وتحقيق الرهانات الإيكولوجية لجهة مكناس تافيلالت، ويستجيب أيضا لحاجيات مدينة مكناس للتخلص من المطرح الحالي الواقع على مشارف المدينة بدوار النزالة (على بعد 5 كلم إلى الشمال الغربي للمدينة في اتجاه مدينة سيدي قاسم) والذي يستقبل أكثر من 180 ألف طن سنويا من النفايات المنزلية والصلبة، أي بمعدل يناهز 500 طن يوميا تفرغها أزيد من 100 شاحنة مصدرها مناطق حضرية بمركز المدينة وجماعات قروية وحضرية. وتتولى الشركة الفرنسية تثمين ومعالجة النفايات المنزلية والمماثلة لها وكذا تأهيل المطرح الحالي الممتدة على مساحة تناهز 14 هكتار وذلك عبر تهيئة مدخله الرئيسي الممتد على طول كلم واحد، وإحداث مستودع مؤقت لاستيعاب النفايات الحالية وطمرها، وإنجاز مسالك الولوج وصهريج ضخم بسعة 30 الف متر مكعب لمعالجة السائل الغازي السام (الليكسيفيا)، إضافة إلى إحداث ستة صهاريج من حجم صغير بسعة ثلاثة آلاف متر مكعب لكل صهريج ووحدة للتثمين البيولوجي من ثلاثة آلاف متر مربع لإنتاج أسمدة فلاحية انطلاقا من النفايات الخضراء وبعض النفايات العضوية. كما يتضمن المشروع، الذي سينجز على مساحة 52 هكتارا، إحداث شبكات للصرف الصحي وجمع العصارة والمياه الشتوية، ومركز للفرز يضم مستودعا للفرز على مساحة ثلاثة آلاف متر مربع، وكذا أرضية لوجيستيكية من ثلاثة آلاف متر مربع، فضلا عن إحداث فضاءات خضراء على مساحة سبع هكتارات من أصل 14 هكتار من المطرح الحالي. ويرتقب أن يعالج المركز الجديد، الذي رصد له مبلغ استثماري يقدر ب 199 مليون و500 ألف درهم، حوالي أربعة ملايين طن على مدى 20 سنة ، أي بمعدل يتراوح بين 200 و330 ألف طن سنويا من النفايات المنزلية والمشابهة لها وفق تدبير مندمج ومستدام لقطاع النفايات وحماية الأنظمة البيئية والمحافظة على صحة ساكنة مدينة مكناس. وأكد رئيس المجلس الجماعي لمكناس السيد أحمد هلال، في تصريح لوكالة المغرب العربي لأنباء، أن إحداث هذا المركز سيحد من مشكل مراقبة النفايات بالمطرح الحالي الذي لم يعد قادرا على استيعاب المزيد من النفايات التي تتراكم عليه بمئات الأطنان يوميا والذي بات يعد "قنبلة بيئية موقوتة" وأكبر نقطة سوداء بالمدينة بالنظر إلى الأضرار البيئية والصحية الناجمة عنه مما فرض التفكير في إنشاء مطرح مراقب يتوفر على تسيير عصري عبر التدبير المفوض. من جهته، أوضح نائب رئيس المجلس الجماعي المكلف بقطاع النظافة السيد عباس المغاري أن هذا المشروع ، الذي سينجز بالموقع ذاته للمطرح الحالي الواقع سيوفر تدبيرا مستداما للنفايات المنزلية اعتمادا على وسائل وتقنيات متطورة وبمواصفات دولية للتعقيم والقضاء على الجراثيم تفاديا لانبعاث غازات مضرة بالإنسان والبيئة والفرشة المائية بالمنطقة. وأبرز السيد المغاري أن الشركة شرعت ، بعد فوزها بطلب عروض ، في إنجاز المشروع من خلال تأهيل المطرح الحالي عبر تهيئة مدخله الرئيسي وإحداث مستودع مؤقت لاستيعاب النفايات الحالية وطمرها ومد قنوات تسوية الأرض ومعالجة السائل السام (الليكسيفيا) وذلك في أفق تحويل هذا المطرح إلى فضاءات خضراء، مبرزا أن إحداث هذا المشروع ، الذي سيكون جاهزا في متم السنة الجارية، أملته عدة إكراهات يواجهها قطاع النفايات المنزلية بالمدينة. أما المهندس المسؤول عن المشروع بشركة (سيطا أطلس) السيد محمد سعيد الداودي فأكد أن المركز الجديد يستجيب لحاجيات مدينة مكناس من أجل التخلص من المطرح القديم وحماية البيئة وصحة المواطنين والحفاظ على التوازن الإيكولوجي، مضيفا أن هذا المشروع سيتم تدبيره بطريقة ناجعة اعتمادا على تقنيات حديثة طبقا للمعايير الدولية. وأشار إلى أن المشروع سيوفر حوالي 50 منصب شغل مباشر وغير مباشر، كما سيعمل على تنظيم مفرزي النفايات (حوالي 150 عائلة) في إطار تعاونية مما سيساهم في تحسين مردوديتهم والرقي بطريقة عملهم .