أشكرك .. دمت متألقا .. لك كل التقدير و الاحترام .. تسلم يداك يا غالي .. أنت رائع .. أبهرتنا بمستواك الرائع .. عمل ممتاز ... هذه أمثلة من بعض العبارات التي يمكن أن نشجع بها الآخرين، فهي بسيطة جدا و لا تأخذ منا سوى ثوان معدودة لكن قيمتها كبيرة حيث تترك صدى طيبا و أثرا جميلا في نفوس من قيلت فيهم . يقول الحق سبحانه و تعالى : (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً)، كما ورد على لسان نبينا الأكرم أنه قال : " الكلمة الطيبة صدقة ". ترى من يواظب على استعمالها ؟ بل من يفكر فيها أصلا ؟ يبدو أن أغلب الناس لا يولون لثقافة التشجيع قيمة تذكر. فأحيانا تكون تلك العبارات المهذبة ثقيلة على نفوس البعض لأنهم لا يقومون بأي أعمال تستحق الثناء لذلك يشعرون بالحنق تجاه الآخرين، فالغل الذي يملأ قلوبهم يكون حاجزا بينهم و بين كتابة عبارات التشجيع . أما بعض الناس فيتهربون من قولها خوفا من أن يتهموا بكونهم يجاملون فقط، و قد يكون لتخوفهم مبرر مشروع على اعتبار أن كلمات التشجيع أحيانا تتخطى الحدود المطلوبة لتتحول إلى مجاملة بسبب الإفراط فيها، لذلك علينا تشجيع الناس دون تكلف أو تصنع. مجتمعاتنا العربية تعاني من غياب ثقافة التشجيع في مقابل الإفراط في ثقافة الانتقاد .. الكل ينظر إلى الجزء الفارغ من الكأس و كأننا خلقنا لننتقد و نبحث عن عيوب الناس في حين تغاضينا عن عيوبنا .ما أروع الصحابي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه حين قال : " رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ". طبعا غياب التشجيع لا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يفت في عضدنا أو يحد من عزيمتنا، لكن واقع الحال يؤكد بأن عديد الطاقات ذهبت أدراج الرياح و خسرها المجتمع بسبب ثقافة التثبيط و الإفشال و الانتقاد اللامحدود، خاصة الطاقات الشابة التي تكون في بداية المشوار، فالشجيرة الصغيرة التي تغرس تحتاج في البداية إلى رعاية خاصة حتى تستطيع النمو و إنتاج الثمار و هكذا حال الشباب الذين يحتجون إلى من يأخذ بيدهم و يرعاهم حتى يستطيعوا تفجير الطاقات الكامنة في ذواتهم .
لنشجع بعضنا البعض و لو بكلمة طيبة حتى نستطيع الرقي بمجتمعنا نحو معارج الإيجابية و ننتشله من وحل السلبية التي أحرقت الأخضر و اليابس. هل تعلمون أحبتي أن سبب تأليف البخاري – رحمه الله – لكتابه " الصحيح " هي كلمة سمعها من شيخه إسحاق بن راهويه فأقبل بكل همة و نشاط على تأليف هذا الكتب العظيم ؟!