تسبب إضراب يشنه عمال قطارات الأنفاق بالعاصمة البريطانية، يومه الأربعاء وغدا الخميس، في شلل جزئي بوسط لندن، بعدما عانى ملايين الموظفون والعمال من صعوبات حقيقية من اجل الوصول إلى مقار عملهم. وتسبب الإضراب الذي دعت إلي مركزيتان عماليتان، للمطالبة بسحب مشروع لإلغاء 950 منصب شغل وإغلاق مكاتب بيع التذاكر في أفق سنة 2015، في إغلاق العديد من محطات قطارات الأنفاق بوسط لندن، فيما اضطرت محطات آخرى إلى العمل بأدنى طاقتها. وفيما قالت النقابات إن حركة الإضراب تسببت في تقليص حركة النقل بنسبة سبعين بالمائة، نقلت القنوات التلفزيونية البريطانية مشاهد لطوابير طويلة، من الأشخاص في انتظار وصول بعض القطارات التي تعمل بشكل جزئي، أو في محطات حافلات النقل العمومي التي اضطرت إلى تعزيز أسطولها بنحو مائة حافلة إضافية. وبالرغم من الانتقادات الشديدة للنقابات العمالية، فقد واصل عمدة مدينة لندن والقيادي في حزب المحافظين الحاكم بوريس جونسون، دفاعه المستميت عن مخططه لتحديث وهيكلة شبكة قطارات الأنفاق التي يعود إنشائها إلى أزيد من 150 سنة. وتتطلع سلطات العاصمة البريطانية إلى أن يساهم المخطط الجديد في توفير نحو 50 مليون جنيه استرليني من النفقات. وتتهم النقابات عمدة لندن بالتراجع عن وعوده الانتخابية بعدم إغلاق مكاتب بيع التذاكر، والتي تعني بشكل مباشر إلغاء مئات من مناصب الشغل ورفض كل محاولة للحوار معها، فيما يعتبر هذا الأخير قرار الإضراب محاولة "يائسة وغير ضرورية"، مؤكدا أنه طرح فكرة إغلاق مكاتب بيع التذاكر منذ سنة 2008. وكان رئيس الحكومة وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون قد انتقد من جانبه قرار الإضراب مؤكدا أنه يضر بمصالح الملايين من سكان العاصمة لندن. وتعتزم نقابات عمال قطارات الأنفاق تنظيم إضراب ثان لمدة 48 ساعة خلال الأسبوع المقبل للضغط من أجل الاستجابة لمطالبها.