عرض فرقة "باب البحار" مسرحيتها الجديدة "رجل الخبز الحافي" للكاتب المسرحي الزبير بن بوشتى، وذلك يوم السبت الأول من فبراير/شباط بقاعة صامويل بيكيت بطنجة. والمسرحية التي يقترحها المعهد الفرنسي بطنجة على جمهور أنشطته ومنخرطيه في برمجته لشهر فبراير/شباط عبارة عن استعادة ركحية لمسار حياة الكاتب الراحل محمد شكري، بمناسبة ذكرى رحيله العاشرة التي تتزامن وتأسيس "جمعية مؤسسة محمد شكري" برئاسة الشاعر والإعلامي المغربي عبد اللطيف بنيحيى.
ويقدم المؤلف نصه المسرحي قائلا "كيف يعيش المرء صراعه مع أناه؟ سيما إذا كان مبدعا يصعد من صهد القاع كما هو حال محمد شكري، الرجل الذي اشتهر بسيرته الذاتية 'الخبز الحافي'.. في هذا النص محاولة لفهم طبيعة هذا الصراع. إنه غوص في ذاكرة، قراءة لنفسية، معالجة لشخصية شائكة ظل شكري يلهو بزمام شأوها باستعراض الذات والملذات منذ أن ابتلي بلعنة الكتابة".
ويعتمد بناء المسرحية على ازدواجية شخصية شكري.
ويقسم المؤلف الزبير بن بوشتى اسم الكاتب الراحل إلى قسمين، "شُك" و"رِي"، وهما الشخصيتان الرئيستان في المسرحية، وبينهما شخصية ميرودة التي ستجسد شخصيات عدة في حياة شكري.
وهذه الشخصيات الثلاث هي الأساس في استعادة شخصية شكري كما تبدو في نهاية نص المسرحية، حيث يظل طوال النص منقسما على نفسه، ما بين طفولته ونهايته، حيث تنتهي كل من الشخصيتين في المقبرة.
ويتناول بن بوشتى حياة شكري في مرحلتين، مرحلة طفولته الشقية، ومرحلة شهرته ككاتب مشاغب ومشاكس. وما بين المرحلتين تتصارع شخصية الطفل مع شخصية الكاتب، صراعا بين شخصين هما في الحقيقة واحد، لكننا نشهد محاكمة كل منهما للآخر لإثبات الأولوية في الوجود، فيما يلعب "شُك" دور الأب الجلّاد للابن البائس، وتحضر معهما "ميرودة" مجسدة أدوارا عدة، فهي الأم، أي زوجة والد شكري مرة، والعشيقة أو العاشقة مَرّة.
وأخرج المسرحية عبد المجيد الهواس ويشخص أدوارها فريدة البوعزاوي، محسن المالزي ومنصف القبري.
ويقول المخرج الهوّاس عن رفيقه مؤلف المسرحية الزبير بن بوشتى "تصعد تجربة الزبير المسرحية في وقت تشهد الحركة المسرحية في المغرب يقظة تستحق الانتباه، وتراكما لافتا تحدوه المغامرة وتكسير البِنيات التقليدية العتيقة، إن على صعيد الكتابة أو على مستوى الأداء الركحي والمشهدي".
وستكون أمسية العرض بطنجة مناسبة تعلن خلالها "جمعية مؤسسة محمد شكري" عن برنامجها الثقافي الذي سيعرف انطلاقته الرسمية بتأطير ندوة حول الراحل يوم السبت 15 فبراير/شباط في إطار البرمجة الرئيسية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.