أكد مدير تنمية سلاسل الإنتاج بوزارة الفلاحة والصيد البحري السيد نبيل شوقي، اليوم الثلاثاء بمكناس، أن مستقبل سلسلة الزيتون بالمغرب مرتبط بقدرة التنظيم المهني على تأطير المنتجين من أجل الرفع من الانتاجية وتحسين الجودة وإعادة هيكلة البساتين .وأضاف السيد شوقي، خلال الجلسة الافتتاحية ليوم دراسي نظمه القطب الفلاحي لزراعة الزيتون التابع للمدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس بشراكة مع الغرفة الفلاحية لجهة مكناس تافيلالت تحت شعار "التقنيات الجيدة لإنتاج زيت الزيتون ذات جودة عالية وتثمين المنتجات الثانوية للزيتون" أن كل المجهودات التي يمكن أن يقوم بها جميع الفاعلين في سلسلة الزيتون لن تأتي أكلها دون الارتكاز على تنظيم مهني محكم يعتمد على مختلف حلقات هذه السلسلة بما فيها الانتاج والتحويل والتسويق .وأبرز السيد شوقي أهمية قطاع الزيتون الذي يشكل، على غرار باقي الأشجار المثمرة الأخرى، الدخل الأساسي لشريحة عريضة من الفلاحين خاصة منهم المتواجدين بالمناطق الجبلية مساهما بذلك في الحد من الهجرة القروية، مضيفا أن شجرة الزيتون تضطلع أيضا بدور أساسي على مستوى بعض المناطق الجبلية في الحفاظ على البيئة والحد من انجراف التربة. وأشار إلى أن قطاع الزيتون يوفر ما يناهز 15 مليون يوم عمل سنويا أي ما يعادل 60 ألف منصب شغل قار ، كما يحتل هذا القطاع ، يضيف السيد شوقي، مكانة هامة على مستوى تزويد الساكنة المحلية بزيت الزيتون وزيوت المائدة مساهما بذلك في ضمان الحاجيات الغذائية للمواطنين، مشيرا إلى أن زراعة الزيتون تغطي على الصعيد الوطني مساحة إجمالية تناهز مليون هكتار بإنتاج يبلغ 120 ألف طن من زيت الزيتون و100 ألف طن من الزيتون المصبر سنويا .من جهته، أكد السيد نورالدين الوزاني ، المسؤول عن القطب الفلاحي لزراعة الزيتون، أن تنظيم هذا اليوم الدراسي، يتوخى منه التحسيس بأهمية الاعتماد على التقنيات الحديثة والتكنولوجية وآخر الابتكارات ذات الصلة بقطاع زيت الزيتون، والتي يمكن أن تلعب دورا رئيسيا في تنمية القطاع وتثمينه بجهة مكناس تافيلالت. وأشار السيد الوزاني إلى أن قطاع الزيتون المغربي يتوفر ، بصرف النظر عن المعيقات المناخية والجهود المطلوبة لتنظيم مهني أفضل، على إمكانات نوعية يجب تثمينها ومكتسبات ودراية تقنية وتكنولوجية يتعين تعميمها لفائدة صغار فلاحين، مضيفا أن معايير الجودة المعمول بها على المستوى الوطني والدولي تتطلب من المنتجين اعتماد الاحترافية سواء في التقنيات الزراعية (غرس، تقليم، تسميد، وقاية ..)، أو عصر الزيتون أو تخزينه .من جانبه، أبرز مدير المدرسة الوطنية للفلاحة بمكناس السيد توفيق بنزيان، دور هذه المؤسسة المتخصصة في التكوين والبحث والاستشارة والإرشاد الفلاحي ومساهمتها في تطوير قطاع الزيتون على المستويين الجهوي والوطني من خلال القيام بالأبحاث والملتقيات والندوات، مشيرا إلى أن مؤسسات التكوين والبحث في الميدان الفلاحي تعد قاطرة للرفع من مستوى السلاسل الفلاحية عبر البحث وتطوير آليات الإرشاد ومواكبة تأطير الفلاحين. أما رئيس الغرفة الفلاحية لجهة مكناس تافيلالت السيد عبد الله الغوتي، فأكد من جهته، أن هذا اللقاء يندرج في إطار تفعيل اتفاقية الشراكة بين الغرفة والقطب الفلاحي للزيتون الرامية إلى النهوض بسلسلة الزيتون والمساهمة في تنميتها بالجهة ، مشيرا إلى الدور الاقتصادي والاجتماعي الذي تضطلع به هذه السلسلة بالنظر إلى ما توفره من مناصب شغل ومساهمتها في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيت والزيتون. وسجل أن هذا القطاع يحتل المرتبة الأولى من حيث مساحة الأشجار المثمرة ويساهم بحوالي خمسة في المائة من الناتج الفلاحي الخام وبحوالي 15 في المائة من صادرات الصناعات الغذائية. وناقش عدد من الأساتذة الباحثين وكذا أطر بوزارة الفلاحة? خلال هذا اللقاء مواضيع تمحورت، بالخصوص، حول "آثار العوامل التكنولوجية على جودة زيت الزيتون" و "تقنيات الحماية من أمراض زراعة الزيتون" و "المكافحة المتكاملة ضد أهم آفات شجر الزيتون".