اكتشف باحثون وخبراء في مجال الإنترنت أن مئات آلاف الفيروسات تم إرسالها لاستهداف أجهزة التلفاز المنزلية والثلاجات في المطابخ المرتبطة بشبكة الإنترنت، بحيث تتيح هذه الفيروسات لمرسليها التجسس على الضحايا في منازلهم ومكاتبهم. وعرضت شركة كورنفلايك البريطانية في وقت سابق الصور الأولى لبيت المستقبل الذكي والذي سيكون كله مرتبط بالانترنت مما يزيد من المخاوف القائمة بشان التجسس وانتهاك الخصوصية.
وذكرت الشركة أنها قامت بتزويد المنزل بآخر ما توصلت له التقنية من أجهزة تحكم عن بعد، إضافة إلى الشاشات عالية الجودة، وأجهزة الكمبيوتر التي تعمل باللمس.
واوضحت الشركة أن كلفة الأجهزة التقنية الذكية التي زود بها المنزل الذكي بلغت 1.1 مليون دولار.
وقال باحثون في شركة بروف بوينت سيكيوريتي الأميركية المتخصصة بخدمات الحماية الإلكترونية إن أكثر من 750 ألف رسالة بريد إلكتروني تم إرسالها في الأسابيع الأخيرة، وتتضمن النوع الخطير من الفيروسات، حيث تستهدف الثلاجات في المطابخ وأجهزة التلفاز، وغيرهما من الأجهزة المنزلية الذكية والحديثة التي يتطلب استخدامها أن تبقى على اتصال بشبكة الإنترنت.
وبحسب الباحثين فإن أخطر ما في الحملة الجديدة من هذه الفيروسات أن ال750 ألف رسالة إلكترونية، تم إرسالها من أكثر من 100 ألف جهاز ذكي، ما يجعل من الصعب اصطيادها أو التعرف على مصدرها وحجبه.
وافاد المدير العام لشركة بروف بوينت ديفيد نايت لصحيفة "فايننشال تايمز" إن العديد من الأجهزة المنزلية الذكية التي تتضمن برمجيات تمكن أصحابها من التحكم بها عن بعد أو من خلال الإنترنت لا تتوفر فيها شروط الحماية الجيدة، ما يزيد من مخاطر أن تكون وسيلة لارتكاب جرائم إلكترونية وعمليات اختراق وتجسس.
وأضاف نايت: "مستخدمو هذه الأجهزة ليس لديهم أيضاً أية وسيلة للكشف عن الخلل الإلكتروني في هذه الأجهزة، أو إصلاحه في حال وقوعه".
واعتبر ديفيد باتريوس مدير بوكالة الاستخبارات الأميركية في وقت سابق إن وكالته ستصبح قادرة على "قراءة" الأجهزة الذكية الموزعة في المنزل وكأنها كتاب مفتوح.
فما أن تشغّل التلفزيون أو الثلاجة او حتى الفرن الكهربائي، على سبيل المثال، حتى تفتح الباب لوحدة خاصة في سي آي ايه، لا تكتفي بمتابعة خطواتك الواحدة وراء الأخرى، وإنما التحكم أيضًا - إذا أرادت - في كيفية عمل هذه الأشياء وفقا لما صرح به باتريوس.
وقال باتريوس، في تقرير سابق إن ارتباط الأجهزة الحديثة بشبكة الإنترنت على نحو أو آخر سيسمح لسي آي ايه - وغيرها من الجهات بالتجسس عن بعد بعد ان كانت في السابق تقتحم المكان سرًا لزرع أجهزة التنصت والمراقبة فيه.
وفجر مستشار المعلوماتية الاميركي السابق إدوارد سنودن مفاجأة من العيار الثقيل عندما صرح في وقت سابق قيام وكالة الأمن القومي الأميركية بإنشاء أبواب خلفية في واشنطن تتجسس فيها على 50 ألف شبكة حاسوب حول العالم.
وإدوارد سنودن عميل تقني لدى وكالة المخابرات المركزية، عمل كمتعاقد مع وكالة الأمن القومي قبل أن يسرب تفاصيل برنامج التجسس إلى الصحافة.
واقترحت لجنة معينة من البيت الابيض في الفترة الماضية بالحد من بعض عمليات المراقبة التي تقوم بها وكالة الامن القومي الأميركية، في الوقت الذي دعت فيه الجمعية العامة للامم المتحدة لانهاء المراقبة الالكترونية المفرطة وعبرت عن قلقها من الاضرار التي توقعها هذه الممارسات على حقوق الإنسان.