تنتشر زيادة الوزن بين النساء والرجال في منتصف العمر، ولفترة طويلة ظن العلماء يعتقدون أنها تعود إلى سببين، الأول أن الجسم يصبح أقل نشاطاً مع تقدم العمر، والثاني أن زيادة الدهون البيضاء السيئة تحت جلد البطن والفخذين نتيجة الإفراط في تناول الطعام. لكن هناك تفسيرات أكثر عمقاً لهذه الظاهرة حالياً. منذ فترة كان معروفاً أن الأطفال لديهم دهون بنية جيدة حول الكتف تساعدهم على الحفاظ على درجة حرارة الجسم بعد الولادة، وأنها تختفي بعد مرحلة الطفولة نتيجة عدم حاجة الجسم إليها، لكن تبين أنها تستمر بعد مرحلة البلوغ وأن النساء لديهن دهون بنية أكثر من الرجال. ومؤخراً اكتشف علماء يابانيون أنه مع التقدم في العمر يقل إنتاج الحرارة بواسطة الدهون البنية، ويعني ذلك أن الإنسان يصبح أقل نشاطاً وأنه يحرق كمية أقل من الدهون البيضاء، لذلك تتراكم تحت الجلد مع التقدم في العمر. وبحسب صحيفة "دايلي ميل" وجد العلماء اليابانيون طريقة جيدة لإعادة تنشيط الدهون البنية التي تقوم بتنشيط عملية الأيض وحرق الدهون البيضاء، ويتوقع أن يؤدي الاكتشاف الياباني الذي يتعلق بالجينات إلى طرق جديدة للتعامل مع مشاكل السمنة المرتبطة بأمراض السمنة والسكري. ووجد الباحثون في جامعة شيزوكا في اليابان أن نقص جين PAFR يؤدي إلى خلل في نشاط الدهون البنية، وينتج عنه السمنة، وأن زيادته تؤدي إلى اعتدال الوزن. وتشير دراسات أخرى إلى أن زيادة البطن بمعدل 7 إلى 10 سم يؤشر على تراكم الدهون داخل الشرايين، ويهدد بمشاكل صحية. ويقترح خبراء الرعاية الصحية تقليل كمية الدسم في الطعام لحل مشكلة زيادة الوزن مع التقدم في العمر، لأن تراجع نشاط الدهون البنية يؤدي إلى نقص حرق الدهون إلى النصف مقارنة بمرحلة الشباب. ومن الاقتراحات الجيدة للتعامل مع مشكلة السمنة وزيادة الوزن في منتصف العمر تناول الكربوهيدرات التي تحتوي نسبة عالية من الألياف، وتجنب الأطعمة المصنّعة. ويوصي الخبراء بتقليل مدخلات الجسم من السعرات الحرارية بمعدل 200 سعرة على الأقل بعد بلوغ سن ال 45. بينما يوصي خبراء آخرون بممارسة تمارين متوسطة الشدة لمدة 30 إلى 45 دقيقة 5 أيام في الأسبوع.