اعتقلت باكستان خمسة جنود على خلفية قتل شاب بالرصاص عن قرب في حديقة بعد تصوير عملية القتل وبث شريطها على التلفزيون، ما أثار صدمة نشطاء الدفاع عن حقوق الإنسان. وكان خمسة جنود من القوات شبه العسكرية قد أحاطوا بالشاب سرفراز شاه البالغ من العمر 25 عاما في حي كليفتون الذي يعد ارقي احياء كراتشي الأربعاء الماضي، حيث اتهموه بأنه حاول سرقة احد رجال الشرطة. وبثت محطات التلفزيون المحلية عدة مرات الشريط، الذي صوره مجهول، كما تم تحميله على موقع يوتيوب على الانترنت. وفي الشريط يظهر الشاب الحليق مرتديا سروالا اسود وقميصا ازرق غامق وهو يبكي متوسلا بينما يعمر احد الجنود بندقيته مسددا إياها لعنق الشاب. ويسمع صوت احد الجنود وهو يقول "انه هو"، فيرد الشاب "انا لا حول لي ولا قوة!"، ويبكي قائلا "ارجوك لا تطلق الرصاص، أرجوك أرجوك، أتوسل إليك!".
وبعد إطلاق الرصاص على يده وفخذه وسيلان الدماء على الأرض، يصرخ الرجل قائلا "انقلوني الى المستشفى ارجوكم، انقذوني، يا صديقي انقذني". ويحاول الوقوف ولكن سرعان ما يسقط، بينما يسمع احد الجنود وهو يقول "حسنا، كفى". ويواصل الشاب التوسل بينما يقف الجنود يشاهدونه وهو يسقط صريعا وينزف حتى الموت. وقد حضر المئات جنازة سرفراز شاه في كراتشي، كبرى مدن باكستان والتي شهدت العشرات من عمليات القتل المرتبطة بالتوترات السياسية والعرقية خلال الاشهر الماضية، فيما هتف المشيعون منددين بالجنود. وقال الاخ الاكبر للمجني عليه، وهو مراسل تلفزيوني ان شقيقه الطالب كان يبحث عن عمل ليساعد اسرته الفقيرة. وقال "لقد كان محترما وخلوقا وليس لديه اي سجل اجرامي البتة. اتهامات الجنود بانه كان لصا هي اتهامات سخيفة وهم يستحقون المحاكمة". واضاف "لقد توجه للحديقة لقضاء الوقت، لكنه قتل بوحشية وترك ينزف حتى الموت.. نريد العدالة". وادان نشطاء بارزون لحقوق الانسان ومحامون القتل ووصفوه بانه دليل على تفشي العنف باشكاله المختلفة في باكستان بعد سنوات من التفجيرات وعمليات الاغتيال والخطف وحركة التمرد التي تشنها طالبان في شمال غربي البلاد. ومن جانبه قال امين يوسف، الامين العام لاتحاد صحافيي عموم باكستان، ان الشخص الذي قام بتصوير قتل شاه بات الان مهددا، موضحا "لقد تواجد مصور باحدى القنوات المحلية صدفة في الموقع حيث كان ينوي تصوير خبر عن الحديقة حينما شاهد الحادث وقام بتصويره". وتابع "باتت حياة المصور في خطر بعد تلقيه تهديدات بينما نبذل كافة الجهود الممكنة لحمايته".