وقعت أغلب الرياضات الوطنية ، جماعية كانت أو فردية، على سنة عز فيها العطاء ووحده الإنجاز المتميز الذي حققه "النسور الخضر" ببلوغه نهاية كأس العالم للأندية في كرة القدم "موندياليتو المغرب" أثلج الصدور وأزال غصة المرارة التي تجرعتها الجماهير المغربية. ومن أبرز الإنجازات التي شهدتها سنة 2013، النتائج الطيبة التي حققتها المصارعة بمنحها المغرب لقب البطولة الإفريقية للمصارعة اليونانية الرومانية حسب الفرق ، وكذا الوجه المشرف التي ظهرت به رياضات فنون الحرب وسباق الدراجات والفروسية والكرة الحديدية، التي أهدت بدورها المغرب لقب بطولة إفريقيا للذكور وكأس الأمم للإناث، والجيدو التي توجت بطلة للعرب حسب الفرق وفردي. وباستثناء الإنجاز الرائع الذي حققه فريق الرجاء البيضاوي في الدورة العاشرة لكأس العالم للأندية لكرة القدم بتتويجه وصيفا لبطل العالم والذي أعاد كرة القدم المغربية إلى الواجهة العالمية ، وتتويج المنتخب المغربي للشبان لكرة القدم للمرة الثانية في تاريخه، بطلا لدورة ألعاب البحر الأبيض المتوسط في تركيا، ونيله الميدالية الذهبية للدورة الثالثة لألعاب التضامن الإسلامي بأندونسيا، والميدالية الفضية للألعاب الفرانكوفونية بمدينة نيس الفرنسية، وتأهل منتخب الفتيان إلى كأس العالم لأقل من 17 سنة بالإمارات، فقد غابت شمس التألق قاريا عن سماء باقي الأندية الوطنية والمنتخب الوطني للكبار. وواصلت كرة القدم المغربية غيابها عن المشهد العالمي منذ سنوات، حيث تعود آخر مشاركة للمنتخب الوطني للكبار في نهائيات كأس العالم إلى سنة 1998 بفرنسا، ومنذ ذلك الوقت لم يتمكن الأسود من الزئير مجددا مكتفين بلعب أدوار هامشية في تصفيات المونديال. فوقعت كرة القدم الوطنية على سنة بيضاء وتوالت انتكاساتها قاريا ودوليا، إذ لم تشهد أبدا واقعا مريرا مثل هذه السنة، التي تودعها الرياضة المغربية على إيقاع فشل المنتخب الوطني في بلوغ نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل للمرة الرابعة على التوالي، وخروجه المخجل من نهائيات كأس إفريقيا للأمم بجنوب إفريقيا 2013 وإقصاء المنتخب النسوي، الذي توالت كبواته ولم يتمكن من حجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم. ودشن المنتخب الوطني الأول مشواره في إقصائيات المونديال بتعادلين مخيبين للآمال في مباراته الأولى ببانغول 1-1 مع منتخب غامبيا والثانية بمراكش مع منتخب كوت ديفوار 2-2، قبل أن يتعرض لخسارة كبيرة وغير متوقعة 3-1 بدار السلام أمام منتخب تنزانيا في الجولة الثالثة وأفلت من هزيمة في الجولة الأخيرة أمام كوت ديفوار الذي اكتفى بالتعادل معه بهدف لمثله. ولم تكن الأندية الوطنية المشاركة في الكؤوس الإفريقية أحسن حظا من المنتخب الأول ، حيث غادر فريق الوداد البيضاوي دور ثمن نهاية كأس الكونفدرالية الإفريقية، وشرب فريق الجيش الملكي من الكأس ذاتها وودع المنافسة في دور ثمن النهاية مكرر، فيما دخل فريق اتحاد الفتح الرياضي بعد خروجه من الدور الثاني لدوري الأبطال إلى دور المجموعتين في كأس الكونفدرالية التي ودعها كما دخلها دون أن يبلغ المربع الذهبي. ولئن كانت شمس الألقاب قد غابت عالميا عن أم الألعاب فإنها سطعت قاريا وعربيا باحتكارها لجل الألقاب وبعناصر طموحة وواعدة خاصة وظلت تشكل مصدر فخر واعتزاز ليس للمغاربة فحسب بل على الصعيدين العربي والإفريقي. فرغم غياب عدد من صناع الجيل الذهبي لألعاب القوى المغربية، كهشام الكروج ونزهة بيدوان وزهرة واعزيز وصلاح حيسو وعلي الزين عن المضامير، فإن الجيل الصاعد الذي حمل المشعل لم يخيب الآمال بعد ظهور العديد من العدائين والعداءات بوجه مشرف سواء في الألعاب الإسلامية أو المتوسطية أو الألعاب الفرانكوفونية. ففي منافسات الدورة الثالثة لألعاب التضامن الإسلامي التي احتضنتها مدينة باليمبونغ بجزيرة سومطرة الأندونيسية أنهى المنتخب المغربي لألعاب القوى مشاركته في المركز الأول بمجموع 24 ميدالية منها ثماني ذهبيات و11 فضية وخمس برونزيات، كما تألقت أم الألعاب في الألعاب الفرنكوفونية السابعة بمدينة نيس الفرنسية بانتزاعها 23 ميدالية (7 ذهبية و10 فضية و6 برونزية). والإنجاز ذاته حققته ألعاب القوى في الدورة ال17 للألعاب المتوسطية بتركيا حيث أنهى المغرب المنافسات في الرتبة الثانية عشرة في سبورة الميداليات بمجموع 28 ميدالية منها 7 ذهبيات و10 فضيات و11 نحاسية. ومن النتائج التي شكلت مبعث ارتياح، تلك التي حققتها بعض الرياضات على غرار التايكوندو الذي منح المغرب 6 ميداليات (4 ذهبية و1 فضيو و1 برونزية) في بطولة إفريقيا للكبار ذكورا وإناثا بالموزمبيق، والكراطي الذي أهدى المغرب 13 ميدالية خلال بطولة البحر الأبيض المتوسط في فئات الأمل والشبان والفتيان ذكورا وإناثا.كما سجلت رياضة الصامبو نتائج طيبة بإحرازها 16 ميدالية منها 6 ذهبية و7 فضية و3 برونزية في البطولة الإفريقية للصامبو، والكرة الحديدية التي نالت لقب البطولة الإفريقية للأمم بالمغرب، وكذا عبد الصمد المنقاري الذي توج بطلا لإفريقيا في مسابقة التصويب بالدقة، بالإضافة رياضة الفروسية التي عرفت تتويج الفارس عبد الكبير ودار بطلا للدوري المغربي الملكي للقفز على الحواجز بعد منافسة قوية مع أجود الفرسان على الصعيد العالمي وتأهله إلى الألعاب العالمية للفروسية المقررة بنورموندي سنة 2014. كما برزت رياضة الغولف، التي عرفت تألق مها الحديوي المحترفة المغربية الوحيدة، في العديد من التظاهرات الرياضية الدولية ومنها على الخصوص مشاركتها الإيجابية في دوري "سوزهو تايهو" الصيني للاعبات الغولف المحترفات ضمن النادي الثلاثين الأوليات. ومن جهتهم حقق الرياضيون والرياضيات ذوي الإحتياجات الخاصة انجازات غير مسبوقة ورفعوا رياضة المغرب خفاقة في بطولة العالم لألعاب القوى التي تميزت بإحراز المغرب عشر ميداليات بواسطة ستة عدائين من بينهم عداءتان (4 ذهبيات وثلاث فضيات ومثلها برونزيات)، مسجلا إنجازا أحسن من الذي حققه في الدورة الماضية سنة 2011 بنيوزيلندا برصيد تسع ميداليات من بينها (ذهبيتان و ثلاث فضيات وأربع برونزيات). وكان ختام هذه التظاهرة الرياضية العالمية مسكا حيث أهدى العداء الأمين شنتوف، المختص في المسافات الطويلة، المغرب ميدالية ذهبية ثالثة له وكانت في مسابقة الماراثون (فئة ت 12) أضافها إلى ميداليتين ذهبيتين أخريتين، الأولى في سباق 5000 م والثانية في مسافة 10 آلاف م (فئة ت 12) والإنجاز ذاته حققته مواطنته سناء بنهمة بانتزاعها ثلاث ميداليات واحدة من كل معدن (1 ذ و1 ف و1 ن). وإذا كانت بعض الرياضات قد مثلت المغرب خير تمثيل في الإستحقاقات الدولية والقارية، فإن رياضات أخرى ما زالت تعيش على زمن المشاركة من أجل المشاركة والإقتصار على المرور في حفل الإفتتاح الإستعراضي بيد مسالمة مستسلمة.