صحيح أن الرجاء انهزم في المشهد الختامي،ولكنه فاز في حقيقة الأمر،فاز بكل شيء، رغم أنه خسر اللقب ،ربما قد يستغرب البعض ،خصوصا الذين لاينتمون إلى العش الأخضر،ولكن الحقيقة تبين صحة كلامي،إن بعض الرجاويين أكثر فرحا من مشجعي" البافاري"،المغرب كله يشهد احتفالات عارمة(كأن الكل نجح في امتحان الباكلوريا)،من الصغير إلى الكبير من الغني إلى الفقير،أما الشبكة العنكبوتية فاحتفالات أخرى أكثر اثارة وابداعا. وأنا أوجه نظري صوب شاشة حاسوبي،وإذ بي أتفاجئ بأن اللون الأخضر قد غزا الشاشة(الفيسبوكية)،فأصاب برعب شديد،وأظن أني أصبت بداء عمى الألوان،ولكن سرعان ما أدرك أني إرتكبت إثما،فالفيسبوك من أصيب بهذا المرض وليست عيني،الكل غير صورته الشخصية،الكل يبدع بشكل خاص،يتناسب وابداعته الفطرية أو تلك التي اكتسبها خلال تشجيعه للأخضر،أما الصفحات الكبرى فتلك حكاية أخرى،مع إبداعات المغاربة الفكاهية،ولاشك أنكم مررتم ببعضها. رغم الهزيمة ، فبفضل الرجاء قد علم العالم أن النسر ليس مجرد طائر جارح فقط ، إنه ناد عظيم إنه شعب كامل-أقصد أمة كاملة-بفضله انتعش "جوجل ماب"،كيف لا وكل العالم يبحث عن المغرب في الخريطة،بفضله أحب الكل كرة القدم،من أبي وجدتي إلى معطفي(الذي شاهد كل المباريات)،مرور بالقنوات(المغربية)،التي غيرت اهتمامها بالأفلام المدبلجة،والسهرات المبرمجة،إلى إنجازات الأخضر في مدينتي أكادير والبهجة،بانتصاراتكم بكى المعلقون فرحا،كما لاننسى المتعة التي اهداها لجماهير متعطشة للمباريات والإنتصارات،بعد أن ملت و صوبت راداراتها نحو الدوريات الأوروبية،لولا الرجاء لما اكتشفنا أخطر سارق للأحذية في البلاد وبالدليل القاطع(لا تحزن يا مابيدي)،ولولى الأخضر لما نطق جورديولا اسم متولي ولو بطريقة خاطئة ،لولا تأهل الأخضرللنهائي لربما لم ينجح المونديالتو،ولما علمنا أن صاحب الجلالة يعشق الكرة أقصد يعشق الرجاء العالمي...وبعد كل هذا لا أعشق الأخضر،أسف أيها العشق فالأخضر خرج عن مجموعة تعريفك.
أنا لن أشكر اللاعبين كثيرا،فما قدموه سيتكلم عنهم،ولكني سأشتري قبعة لأرفعها للجمهور الرجاوي خصوصا ذلك الذي تواجد على أرضية الملعب،لقد كنتم رائعين حقا،لن أجد الكلمات التي سأصفكم بها،لولاكم لما عرف العالم الرجاء بكامل تفاصيله(كما حدث في سنة 2000)،في كل مباراة شكلتم لوحة فنية "تيفو"،لتشكلوا اعجازا في عالم الجماهير،وستقلدكم جماهير فرق عالمية فيما بعد.
ارفعوا رأسكم كما رفعتم رأس المغاربة،الذي انحنا منذ سنين،انتم من نلتم اعجاب العالم،وصفقت لكم الخصوم قبل المشجعين،وترك الكتاب السياسة جانبا،ليبدعوا في الأخضر أشعارا ومواضيع ومؤلفات،انجازكم التاريخي كان فخرا لكل العرب لأنه الأول من نوعه ،مالا يعلمه الكثيرون أن الرجاء لم يعد فريقا بل أصبح منتخبا(كما جاء على لسان مذيعة القناة الثانية)،ربما يكون خطأ غير مقصود وربما العكس من أجل أن تعود الروح للمنتخب،وتستمر البسمة التي صنعها الأخضر.