رغم فوز الفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري بلقب شخصية العام في إستفتاء مجلة "تايم" الأميركية، إلا أن المجلة قالت إن المقياس الحقيقي لشعبية السيسي هو صناديق الإقتراع. واستخدمت المجلة في تقرير لها حول فوز السيسي باللقب مصطلح "الإنقلاب العسكري"، رغم إعترافها بأن السبب في "الدعم الهائل" في التصويت يرجع إلى رغبة مؤيدي الجيش في تغيير تلك الصورة لدى الغرب. ونفت المجلة في تقرير لها بعنوان "كيف فاز السيسي بلقب شخصية العام"، أن تكون ثمة حملات منظمة من قبل أنصار السيسي وراء فوزه باللقب، وقالت إن "الانتصار الذي حققه السيسي كان بفضل مشاركة مئات الآلاف من الأصوات داخل مصر، ويبلغ سكانها 85 مليون نسمة، وهي الدولة التي شاركت بأصوات أكثر من الدول الأكثر ازدحاماً بالسكان، مثل الهند والولايات المتحدة الأميركية". تصويت موجه وأضافت المجلة أن "كثيراً من هذه الأصوات، جاءت من عدة مواقع إخبارية مصرية، تعقبت التصويت على مدار الأسبوع، وأعلمت القرّاء بتوقيت إغلاق التصويت، ومدى قرب الفجوة بين السيسي ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان".
مشيرة إلى أن مواقع إخبارية مصرية مثل "الوفد" التابع لحزب الوفد، "اليوم السابع" الذي تمتلكه مجموعة من رجال الأعمال أبرزهم أحمد أبو هشيمة، و"صدى البلد" المملوك لرجل الأعمال محمد أبو العينين، أحد رموز نظام حكم حسني مبارك، ساهمت في حشد القرّاء على التصويت للسيسي، عبر توجيههم إلى صفحة الإستطلاع مباشرة. ولفتت إلى أن موقع "صدى البلد" وضع رابط الإستفتاء في صدر صفحته الرئيسية مباشرة. وأرجعت تصويت أنصار السيسي بكثافة إلى أنه "ربما يكون الدافع وراء جزء من الأصوات التي حصل عليها السيسي، وجود رغبة بين أنصاره للتأثير على قرار المحررين". وتابعت مؤكدة أن هناك رغبة في مصر لتغيير صورة "إستيلاء الجيش المصري على السلطة"، وقالت إن "جزءًا من الدافع وراء المصوتين للسيسي ربما يكوّن رغبة لتغيير صورة استيلاء الجيش على السلطة". واستخدمت المجلة تعبير "الإنقلاب العسكري" لوصف إزاحة الرئيس السابق محمد مرسي عن الحكم، وقالت: "كثير من داعمي الانقلاب العسكري شعروا بأنه تمت إساءة فهمهم والحكم الظالم عليهم من قبل الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الإنسان والمراسلين". وأوضحت أن إختيار شخصية العام يتم من قبل صحافيي المجلة، مشيرة إلى أنها سوف يتم الإعلان عنها في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري. ولفتت إلى أن "مؤيدي السيسي، شعروا بالانتصار بعد تصدره قائمة شخصية العام على المستوى الجماهيري، بحصوله على أكثر من 440 ألف صوت". وقالت إن "رجل الأعمال المصري، أحمد أبو هشيمة، وأحد مؤيدي السيسي، أول من قدم التهنئة العلنية للسيسي على تويتر، حيث وصف الانتصار بأنه "تقدير لدوره الوطني، ومحبة المصريين له". الانترنت عامل رئيسي ووصفت المجلة تدخل الجيش المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي لعزل الرئيس السابق محمد مرسي، ب"الإنقلاب العسكري"، وقالت: "بعد أشهر من الانقلاب العسكري، تشير النتائج إلى أن الدعم الشعبي للسيسي لا يزال مسيطرًا، وأن الإنترنت يظل عاملاً رئيسيًا في السياسة المصرية"، ولفتت إلى أن "وسائل الإعلام الاجتماعي لعبت دورًا رئيسيًا في ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك". ونقلت المجلة عن متحدث عسكري مصري قوله: "أصوات السيسي دليل على الدعم الاجتماعي المستمر لما يقوم به الجيش ولقيادة السيسي بشكل عام"، ولفتت إلى أن المتحدث زاد في القول: "هذا الاستفتاء لا يخبرنا بشيء لم يكن يعرفه المصريون بالفعل، لكن ربما يكون الوقت مناسباً للعالم كله لكي يرى ذلك بوضوح". وأعربت المجلة أن إعتقادها بأن السيسي يعد الحاكم الفعلي للبلاد، وقالت: "رغم أن اللقب الرسمي للسيسي هو وزير الدفاع، فإنه يُعتقد على نطاق واسع، أنه من يسيطر على الحكومة الانتقالية الحالية، كما أنه يتمتع بشعبية واسعة في مصر منذ اندلاع ثورة 30 يونيو، ونزول ملايين المصريين إلى الشوارع للاحتجاج على حكم مرسي الاستبدادي".ووصفت فوزه باللقب بأنه "مثير للإعجاب". ووصفت المجلة السيسي بأنه "أصبح اسمًا مألوفًا خلال أقل من عام"، مشيرة إلى أن المصريين صاروا يحتفون به بطرق شتى منها طبع صورته على ال"تي شيرتات" والشوكولاته، غير أنها قالت إن "اختبار قياس المستوى الحقيقي لشعبيته يكون فقط من خلال صناديق الاقتراع".