لحد الساعة ما زلت عاجزاً عن استيعاب و ادراك سبب كل هاته الجعجعة والمرج و الهرج الذي شهدته شوارع مدن مملكتنا بعد فوز المنتخب المغربي لكرة القدم على نظيره الجزائري..وكأننا فزنا بكأس افريقيا او كأس العالم. فلماذا نعطي الأشياء اكثر من قيمتها وقدرها..؟؟. شيء طبيعي ان نفرح و نمرح بما قدمه اسود الأطلس في هذا العرس الرياضي ..،ولا شك ان الفرحة و السرور بنتيجة هذا الديربي المغاربي و بنتيجة هاته المقابلة قد ادخلت السرور و البهجة الى قلوب الملايين من عشاق و انصار الناخب الوطني،كما غمرت الفرحة كل بيت مغربي خارج و داخل ارض الوطن... لكن الإفراط و المبالغة في الفرح الى درجة الهستيرية التي تجرف الأخضر و اليابس ليست صفة من صفات الإنسان الحضارية..فنحن المغاربة غارقون حتى الأذنين في مشاكلنا الإجتماعية المستعصية و ما هاته الأشكال التعبيرية التي تظهر خارجيا على المواطن المغربي في صورة رقصات وقفزات في الهواء لأتفه الأسباب إلا دليل قاطع على جوع عاطفي كروي اضحى مفعوله اقوى من عقاقير القرقوبي و حشيش القنب الهندي.. فنحن لم نخترع مكوكا او سفينة فضائية ..ولم نحرر الشعب الفلسطيني..ولم نجد مصلا مضاذا او وصفة طبية لعلاج الأمراض المستعصية التي تنخر اجسادنا.. فما هاته الجعجعة الا إستجابة للإدراك الذي يقر بأن الكينونة الإجتماعية ليست شيئا حقيقيا و طاقة نفسية تمت تعبئتها بشكل خاطئ و توقعات كاذبة..فلو تزامنت مبارة كرة قدم مغربية كهاته مثلا بيوم جمعة و في ميقات صلاة الظهر لترك الناس الصلاة و المساجد كأنها قرى خاوية على عروشها... اما انا فسوف أُأجل فرحتي الى ان تشرق شمس الحرية و الكرامة في سماء بلادي، يومها سأرفع علم مغربي عاليا معلنا بداية عهد جديد. [email protected]