قد يتساءل كثير منا عن بعض الشعارات التي ترفع في التظاهرات المنددة بالفساد والمطالبة بالحقوق الخاصة بالمتظاهرين بحسب فئاتهم وقطاعاتهم التي يتمون إليها، فمنها الشعارات الموحدة لكل القطاعات وهي التي تندد بالفساد وهناك الشعارات الخاصة بحسب القطاع والفئة ، واليوم أقف عند شعار يرفعه المعطلون ولا يشاركهم فيه أحد ألا وهو شعار (دوزنا المباريات دارونا في المهملات وداو شخشيخات صحاب لفلوس في الباليزات) كثيرا ما تساءلت عن هذا الشعار هل هو حقيقة أم من صنع خيال المتظاهرين باعتباري واحدا من الذين لم يشاركوا كثيرا في المباريات، وكذلك لأنني من الذين لا يؤمنون بشيء إلا إذا تحققت منه وتأكدت من وجوده واقعا لا خيالا_ هذا فيما يخص الظواهر الإنسانية الملموسة وإلا فإيماني بربي وهو غير متحقق الوقوع في الواقع المشاهد لا يتزعزع_, انطلاقا من القاعدة أعلاه أعتبر أن إيماني بهذا الشعار لم يتحقق رغم رفعي له منذ شهور إلا في الأسبوع الحالي إذ تأكدت مما يقع في كواليس المباريات من خلال القصة الآتية التي أسردها عليكم شارك صديق لي في مباراة لوظيفة مقتصد في قطاع الصحة اجتاز الامتحان الكتابي بنجاح ليمر إلى الامتحان الشفوي, بعد هذا الامتحان بدأ تنفيذ نص الشعار ، حيث اتصل بصديقي احد الذين ادعوا أنه موظف بوزارة الصحة ليخبره أنه حصل على نقطة 16 على 20 وهو من بين 16 مشارك حصلوا على نفس النقطة والعدد المطلوب من هؤلاء هو 6 فقط بعد هذا التوضيح انتقل إلى (كلام المعقول) فأخبره أن المعيار الوحيد للاختيار من هؤلاء هو من يدفع أكثر, لم يعر صديقي اهتماما لكلام المتصل حتى اتصل مرة ثانية ليخبره أنه وضع في لائحة الانتظار، وأنه تم اختيار الستة المطلوبين، ومع ذلك فلايزال العرض قائما فإن أراد صديقي الخروج من لائحة الانتظار إلى لائحة المقبولين ما عليه إلا أن يدفع, في هذه المرة وبعد تأكد صديقي من أن الأمر جد وان هذا الشخص يتابع ملفه باهتمام اتفق معه على اللقاء بمدينة سلا لإتمام الصفقة. التقى صديقي بالمتصل فتجاذبا أطراف الحديث عن من تكون هوية المتصل ، فأثبت له أنه موظف بوزارة الصحة ببطاقة مختومة بخاتم الوزارة بالإضافة إلى أنه أحضر معه نسخة من السيرة الذاتية التي سلمت نسخ منها للجنة الامتحانات التي امتحنت صديقي مما جعل صديقي يصدق أكثر أن لهذا الشخص علاقة ما بلجنة الامتحانات وبوزارة الصحة . طلب السيد الموظف مبلغ ثلاثة آلاف درهم كتسبيق للصفقة حيث أخبره أن المدير المكلف (مولا بلية كيبغي يقسر) فعليك أن تدفع له هذا المبلغ حالا ، رفض صديقي العرض وطلب منه تحقيق المراد أولا بأن يعلن ضمن لائحة الناجحين وبعد ذلك يؤدي كل المبلغ المطلوب الذي لم يعلن عنه السيد الموظف، بعد محاولات من السيد الموظف أن يقنع صديقي بأن يدفع شيئا تسبيقا باءت محاولاته بالفشل، ليعده أنه سيقوم باتصالاته ويجيبه بعد ذلك, هنا انتهت قصة الوظيفة والسيد الموظف, ليس القصد القصة في حد ذاتها وإنما القصد هو الآتي: 1_ حقيقة الشعارات الذي ترفع، فكم هي الشعارات التي يعتبرها البعض مبالغات من المتظاهرين ولكنها في الحقيقة ليست إلا تعبيرا عن الواقع المرير الذي تكشفه هذه الشعارات ،ويصدق فيها المثل لا دخان بلا نار، فأي شعار يرفع في أي تظاهرة يرمز إلى شيء ما في الخفاء، فحين رفع شعار هذا عيب هذا عار شاكيرا تدي مليار كان شعارا يفضح واقع ما وقع البارحة على منصة السويسي حيث رقصت وغنت شاكيرا, 2_ حقيقة المباريات في المغرب، فلا ننكر أن هناك من ينجح بجدارة واستحقاق ولكن كم يمثل هؤلاء بالنسبة للذين ينجحون بالدفع وكم هؤلاء بالنسبة لمن ينجح بالوساطات والزبونية ؟؟؟؟ ليكون هذا رد على بعض المتشدقين الذين صاروا اليوم لا شغل لهم سوى اتهام المعطلين (بالفشوش) وأن المباريات ضرورية لأي وظيفة 3_ أي دور للحكومة : نتعجب حين نسمع بعض التصريحات لوزراء من داخل الحكومة يتحدثون عن أن التوظيف يتم احتكاما إلى معايير الكفاءة، وعلى رأسهم سعد العلمي وزير تحديث القطاعات العامة ، هذا الوزير الذي يغرد من خارج السرب ويصرح بتصريحات تنبئ عن أحد أمرين: إما عن غفلته عما تنفذه الحكومة الذي هو عضو بها ، أو عن استغفال للشعب المغربي وما يستغفل إلا نفسه ، حيث صرح أن الوظائف لم تخضع لمعيار النزول إلى الشارع وإنما لمعيار الكفاءة والحقيقة التي يعلمها الجميع أنه تم توظيف كل المجموعات التي كانت تنزل للشارع قبل فاتح مارس، كما صرح أن كل الوظائف ستكون بالمباريات فهل لا أصلح السيد العلمي المكلف بتحديث القطاعات ظروف اجتياز المباريات وقطع الطريق عن السماسرة المتاجرين في أرزاق المعطلين ولكن هيهات هيهات أن يصلح المفسدون ما به يتقوتون,
إلى أن يتم الإصلاح ليس لكم أيها المعطلون إلا معركة مفتوحة مع المفسدين فإما شغل وكرامة أو موت و شرف وليخسئ المفسدون تحياتي