استمرارا في تنزيل برنامجها المتعلق بخدمة الشباب وترسيخا لقناعتها بدورهم المركزي في أي مسلسل تنموي، تواصل مؤسسة محمد الخامس للتضامن مبادراتها لفائدة هذه الفئة الحيوية من المجتمع ، وذلك من خلال إحداث العديد من المركبات والمراكز الرامية إلى تأطيرها تأطيرا تربويا وتحرير طاقاتها في مختلف المجالات إضافة إلى تمكينها من تكوينات متنوعة تسهل اندماجها السوسيو- مهني. وتشكل المراكز السوسيو- تربوية، ومراكز تكوين وتعزيز قدرات الشباب ، التي دأبت مؤسسة محمد الخامس للتضامن على إحداثها عبر مجموع التراب الوطني والتي تعززت اليوم بالمركب الاجتماعي - الرياضي وتكوين الشباب الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، اليوم الخميس بعين النقبي بفاس، فضاءات ملائمة لتفتق مواهب الشباب وتأطيرهم تأطيرا تربويا ورياضيا يحول دون وقوعهم في براثن الانحراف وهدر طاقات العنصر البشري الذي تضعه المؤسسة في صلب اهتمامها وتراهن عليه في الدفع بمسلسل التنمية المستدامة بالمملكة. ويعكس تدشين جلالة الملك لهذا المركب الاهتمام البالغ الذي يوليه جلالته فئة الشباب، وسعي جلالته وحرصه الراسخ إلى النهوض بأوضاع هذه الشريحة بما يمكنها من استثمار مواهبها، وذلك عبر تمكينها من الوسائل الكفيلة بتحقيق اندماجها الاجتماعي والمهني بشكل سلس. وهكذا اعتمدت مؤسسة محمد الخامس للتضامن، منذ سنوات، مقاربة مندمجة لفائدة الشباب تقوم على تلبية حاجيات هذه الفئة في مختلف المجالات، خاصة منها التكوين والتأطير والمواكبة الاجتماعية، بما من شأنه الإسهام في صقل مواهبها وتحسين أوضاعهما وتمكينهما من الاعتماد على الذات وضمان استقلالهما المالي. وتتيح المركبات التي تحدثها المؤسسة للشباب فرصة سانحة لممارسة العديد من الأنشطة ذات الطابع الرياضي والثقافي والتربوي، كما تشكل فضاء مثاليا للجمعيات المحلية لتنظيم أنشطتها وممارسة دورها في التأطير على أكمل وجه. كما تمكن هذه المركبات الشباب من الاستفادة من تكوينات مهنية متنوعة تتوج بحصولهم على شواهد تؤهلهم لولوج سوق الشغل. وتنضاف هذه المركبات إلى المعاهد المتخصصة التي تحدثها المؤسسة والتي توفر تكوينا تأهيليا يتوج بالحصول على دبلومات في العديد من المهن. وحسب المؤسسة، فقد حظيت مختلف هذه المبادرات بإقبال وتقدير كبيرين من قبل الشباب وخلقت دينامية واسعة لدى الجمعيات التي أظهرت براعة خاصة في تطوير مختلف الأنشطة والأوراش التكوينية في مجال الفنون والحرف المطلوبة في سوق العمل. وبالفعل، فإن استراتيجية مؤسسة محمد الخامس للتضامن في مجال النهوض بأوضاع الشباب تعرف دينامية قوية تعكسها الوتيرة المتسارعة التي يشهدها تنزيل برامج عمل المؤسسة لفائدة هذه الشريحة المهمة من المجتمع. ومن آخر تمظهرات هذا الزخم، برنامج التكوين ودعم التشغيل الذاتي في مهن البناء الذي أعطى جلالة الملك انطلاقته يوم الاثنين المنصرم، والذي يهدف إلى دعم مبادرات الشباب خريجي مراكز التكوين المهني، والنهوض بالتشغيل الذاتي ومحاربة البطالة والإدماج السوسيو- مهني للشباب الحاصلين على دبلومات والمنتمين لأسر معوزة. والواقع أن المركبات الرياضية والسوسيو- تربوية ومراكز التكوين التي تحدثها مؤسسة محمد الخامس للتضامن، تعكس الأولوية الكبرى التي باتت توليها المؤسسة لفئة الشباب، من خلال خدمات ذات وقع تنموي مستدام. كما تبرز مختلف هذه البرامج الحضور القوي للمبادرات الموجهة نحو تحقيق التنمية المستدامة التي ترمي إلى تأهيل المستفيدين. وعلى سبيل المثال ، فإن من بين 19 مشروعا اجتماعيا أنجزتها المؤسسة سنة 2012 ، هناك 14 مشروعا تدخل في نطاق التنمية المستدامة وتهدف في مجموعها إلى تمكين المستفيدين، وخاصة منهم الشباب، من امتلاك الشروط والوسائل اللازمة للاندماج الاجتماعي والاقتصادي ، سواء عن طريق التكوين والتأهيل المؤدي للشغل، أو عن طريق الأدوات والمعدات والوسائل الموضوعة رهن إشارتهم للحصول على موارد قارة.