يشكل الإدماج المهني للشباب وتثمين كفاءاتهم عبر التكوين، أحد البرامج التي تحظى بأولوية بالغة في توجيه تدخلات مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي ما فتئت تعزز حضورها في هذا المجال من خلال إحداث مراكز التكوين في عدد من المهن لفائدة هذه الفئة من المجتمع. وهكذا تعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن على تمكين المستفيدين من هذه المراكز من مختلف أصناف التأهيل والوسائل اللازمة لإنجاح مشروع اندماجهم الاجتماعي والمهني، وهو ما يبرر مضاعفتها لعدد مراكز التكوين المهني المختصة، وكذا مراكز تأطير الشباب والنساء على وجه الخصوص، حيث عرفت سنة 2012 إنجاز وإعطاء انطلاقة أشغال بناء تسعة مراكز جديدة. وفي هذا الإطار، يندرج برنامج التكوين ودعم التشغيل الذاتي في مهن البناء الذي أعطى صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، انطلاقته اليوم الاثنين بمكناس والذي يهدف إلى دعم مبادرات الشباب خريجي مراكز التكوين المهني، والنهوض بالتشغيل الذاتي ومحاربة البطالة والإدماج السوسيو- مهني للشباب الحاصلين على دبلومات والمنتمين لأسر معوزة. ويعكس إعطاء جلالة الملك انطلاقة هذا البرنامج العناية التي ما فتئ جلالته يحيط بها فئة الشباب، وحرص جلالته الدائم على التتبع الميداني للمبادرات الرامية إلى استثمار طاقاتها وتعزيز اندماجها السوسيو- مهني. كما يعكس إعداد مؤسسة محمد الخامس للتضامن لهذا البرنامج الجديد الذي سيشمل جهات مكناس تافيلالت، والدار البيضاء الكبرى، وفاس بولمان، الأهمية القصوى التي توليها المؤسسة لفئة الشباب من خلال تكوينهم وتأهيلهم ومواكبتهم، وبالتالي تشجيعهم على اتخاذ المبادرات اللازمة للاندماج الفاعل في العملية التنموية المحلية. وفي هذا الصدد ، فقد أنشأت مؤسسة محمد الخامس للتضامن العديد من المعاهد المتخصصة التي توفر تكوينا تأهيليا مع الحصول على دبلومات في العديد من المهن، كما كلفت مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل، والإدارات التي تتوفر على برامج تكوينية متخصصة ومعترف بها، بتسيير عشرين مركزا منجزا في هذا الإطار. وعملت المؤسسة أيضا على النهوض بالإدماج السوسيو- مهني للشباب من خلال إنشاء فضاءات مخصصة لتطوير كفاءاتهم وتأطيرهم الاجتماعي-التربوي من خلال ممارسة الأنشطة الثقافية والرياضية. وحسب المؤسسة، فقد خلقت هذه البرامج ، التي حظيت بإقبال وتقدير كبيرين من قبل الشباب، دينامية واسعة لدى الجمعيات التي أظهرت براعة خاصة في تطوير مختلف الأنشطة والأوراش التكوينية في مجال الفنون والحرف المطلوبة في سوق العمل. ومن خلال إعدادها لبرنامج التكوين ودعم التشغيل الذاتي في مهن البناء، تكون مؤسسة محمد الخامس للتضامن قد عززت رصيد منجزات استراتيجيتها الرامية إلى النهوض بعنصر التكوين المؤهل الذي يعد أداة ضرورية لتفعيل الممارسات الناجعة للعمل الاجتماعي، وخاصة في ما يتعلق بالإدماج السوسيو- مهني للفئات في وضعية هشاشة بما فيها شريحة الشباب. وتقوم هذه الاستراتيجية على البرامج الموجهة لشرائح من الساكنة التي أغفلتها البرامج التقليدية، كما هو الشأن بالنسبة للشباب المعاقين، وكذا البرامج الخاصة بإدماج المعوزين في الحياة المهنية، وخصوصا منهم النساء والشباب. كما تقوم هذه الاستراتيجية على برامج موجهة لفائدة الفاعلين الاجتماعيين والمستفيدين من أعمال المؤسسة من أجل تمكينهم من وضوح الرؤية وتحسين جودة أدوات التدبير، فضلا عن تيسير اكتساب المهارات الضرورية بالنسبة للمستفيدين. وحري بالذكر أن إحداث برنامج التكوين ودعم التشغيل الذاتي في مهن البناء، يصب بشكل مباشر في تحقيق أهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تروم، على الخصوص، التخفيف من مظاهر الهشاشة الاجتماعية وتحسين مستوى عيش الساكنة ودعم النساء والشباب وإدماجهم اقتصاديا عن طريق خلق أنشطة مدرة للدخل. ولا شك أن هذا البرنامج سيعطي زخما جديدا لأداء مؤسسة محمد الخامس للتضامن التي أحدثت، إلى جانب مراكز الإدماج المهني للشباب، مراكز أخرى من قبيل مراكز تكوين وتأهيل قدرات النساء والمراكز السوسيو- تربوية للشباب، والتي تروم في مجموعها النهوض بأوضاع فئتي النساء والشباب، وخاصة من هم في وضعية هشاشة، وتعزيز انخراطهم في مسلسل التطور الاجتماعي وبالتالي جعلهم في صلب كل عمل تنموي.