وقفات، احتجاجات، مظاهرات و ثورات لا حصر لها... لقد كان ربيع هذا العام حافلا بتغيرات شتى شهدها عالمنا العربي الذي طالما غط في سباته العميق فلم يستجب لنداء ابراهيم اليازجي حين قال: تنبهوا و استفيقوا ايها العرب.. الا بعد مرور أزيد من قرن من الزمن. المهم، ظن الجميع أن المغرب كان قد شكل الإستثناء عن مثيلاته من الدول، لكنه في حقيقة الأمر ظل مثل 'نار تحت تبن'، فساحات مدنه لم تخل من وجود متظاهرين، محتجين ضد كل شيء، و مطالبين بكل شيء. أي نعم الوقوف و الإحتجاج حق شرعي لكل مواطن، و كلنا يرغب في أن يعيش بقية حياته في ظروف أفضل من التي مضت، و كلنا يريد أن يضمن عيشا كريما لأبناءه من الجيل القادم، لكن حتى حاجة مكاتجي فنهارها، و قطرة بقطرة عاد كيحمل الواد. نعم إخواني، لابد من التريث قليلا، ولنقف وقفة صريحة مع أنفسنا، ولنتفق جميعا ونحدد مطالبنا البسيطة و التي يرغب كل مغربي أن ترى النور في سماء بلاده، و إن أصبت فكلنا ضد الفساد الإداري من رشوة ووساطة وحسن معاملة للغني على حساب الفقير المسكين، وكلنا يرغب طبعا في محاسبة أولئك الشفارة الذين نهبوا ثروات بلادنا، ولن يغمض لنا جفن حتى نراهم يدفعون ثمن كل 'جوج دريال' حرام وضعوها في جيوبهم. فلنحرص قدر الله شأنكم على أن تتحقق هذه المطالب أولا، ثم لنعمل على ترسيخها بأن يعي كل فرد أن له كامل الحق في عيش حياة كريمة داخل وطنه، فلاداعي لإدلال نفسه، و لعل من واجبنا أيضا أن نعطي الطرف الآخر فرصته في الإستماع إلينا والتجاوب معنا، وقد كنا قد تلقينا وعودا من ملك البلاد بأن يتحقق جزء من مطالبنا، برأيي فلنعط مجالا لهاته الوعود أن تتحقق. أما أن نظل ككلاب ضالة تنبح دون توقف لا تعير اهتماما حتى من يهشها، فهذا بحسبي لن يجدي نفعا، وقد يتعثر من يركض مسرعا،وربما انقلب ذلك سلبا على أمن بلدنا، وبدلا من أن ننعم بمغرب يحترم فيه مواطنوه، إذا بنا نجد أنفسنا داخل دوامة لا نهاية لها من اللاأمن و اللاستقرار.