أجمع المتدخلون في لقاء عقد على هامش الزيارة التي قام بها وزير الاقتصاد والمالية الفرنسي، السيد بيير موسكوفيسي، أمس الجمعة لمصنع ايرسيل ومعهد مهن صناعة الطيران بالنواصر، أن هاتين المؤسستين تعدان نموذجا حقيقيا لعلاقة الشراكة القائمة بين الدولة والقطاع الخاص. وأكد السيد محمد عبو، الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية، أن أهمية مثل هذه المشاريع تكمن في استجابتها لحاجيات السوق العالمية في مجال صناعة الطيران التي أضحت اليوم ذات مكانة مهمة بالنظر لحجمها في الصادرات المغربية وكذا لتوفيرها المزيد من فرص الشغل. وأشار إلى أن زيارة الوزير الفرنسي لهاتين المؤسستين، على اثر تواجده بالمغرب، تكتسي صبغة خاصة لكونها ستزيد في تقوية علاقات الصداقة القائمة بين البلدين، مشيرا في هذا الصدد إلى أن فرنسا كانت السباقة لمواكبة المغرب منذ انخراطه في مجال صناعة الطيران على غرار باقي المشاريع ذات قيمة مضافة للطرفين. وأوضح أن معهد مهن صناعة الطيران، الذي دشنه صاحب الجلالة الملك محمد السادس في شهر ماي من سنة 2011، يشكل أفضل نموذج يحتذى به لكونه تمكن في ظرف وجيز من تكوين نحو ألف عامل ممن تم إدماجهم في سوق الشغل بنسبة مائة في المائة. وفي كلمة تليت بالنيابة، أشار السيد عبد العظيم الكروج، الوزيرالمنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى أنه بفضل الجهود المبذولة من قبل الدولة والمهنيين في قطاع الطيران وبدعم فرنسي استطاع هذا المعهد الخروج إلى حيز الوجود من أجل العمل على تثمين الموارد البشرية حتى تجد فرصتها في الحياة العملية. وأشار إلى أن الوزارة عازمة على مواصلة سياستها بشراكة مع مجموعة الصناعات المغربية للطيران والفضاء من أجل إيجاد تكوين من مستوى عالي للاستجابة لتطلعات وحاجيات هذا القطاع الحيوي وتكوين يد عاملة مؤهلة لمضاهاة التنافسية الدولية. وأضاف أن ذلك يأتي في ظل رؤية مستقبلية تتطلع إليها الحكومة من اجل ترسيخ علاقة الشراكة بين القطاعين العمومي والخاص وكذا المؤسسات المهنية بكل من المغرب وفرنسا، مشيرا في هذا الصدد إلى أن توسعة معهد مهن صناعة الطيران من المرتقب أن تسلك طريقها نحو الانجاز بفضل الدعم الذي تقدمه فرنسا من خلال الوكالة الفرنسية للتنمية. ومن جهته، أبرز السيد حميد بنبراهيم الأندلسي، رئيس مجموعة الصناعات المغربية للطيران والفضاء، أن قطب الطيران بالمغرب يضم حاليا 106 من الوحدات الإنتاجية ذات التكنولوجية العالية ونحو 10 آلاف شاب ممن تم تسليحهم بمؤهلات علمية وتقنية متطورة وذلك في أفق مضاعفة العدد في غضون 2020 خاصة مع ميلاد المحطة الصناعية المندمجة "ميدبارك" التي دشنها صاحب الجلالة الملك محمد السادس مؤخرا بالنواصر.