في حوار أجريناه منذ سنة تقريبا مع النائب الأول لرئيس المجلس البلدي باليوسفية، حيث أكّد على أنه قام رفقة أعضاء في المجلس بإيداع ملفات كتابية لدى مدراء دواوين بعض الوزارات لإحداث مندوبيات بالإقليم، وينتظرون الردود باستثناء الوعد الشفوي من وزارة التجهيز والنقل، فضلا عن زيارة مرتقبة للوزير عزيز الربّاح قصد الاطلاع الميداني على وضعية التجهيز وحالة البنية الطرقية بالمدينة. فعلا زارنا السيد الوزير بعد فاجعة الثلاثاء الأسود ومأساة النمر السريع وحادثة سيدي أحمد الأليمة، زارنا ودموع أمهات ضحايا حوادث البنية الطرقية المهترئة لم تجف بعد، و الحزن على محيا آبائهم وأصدقائهم لم يندثر بعد، و الجرح الغائر لم يندمل بعد. زارنا وكلنا أمل في أن تشرق شمس المدينة بخيوط جديدة تشعّ لنا الأفق وترسم في طريقنا الأمل المفقود جراء الوعود المعسولة والخطابات السياسية التعويمية التي ألفتها آذان اليوسفيين.
ونظراً لأهمية مثل هذه الزيارات وما يفترض أن تحققه، والسجالات المثارة بشأنها، وردود الأفعال سواء لبعض المواطنين أو لدى متتبعي الشأن المحلي التي توضح انتظارات وانطباعات المواطنين، فإن المواطن اليوسفي في حاجة ماسة لمن يفتقده أو على الأقل من يجدّد مصطلح المواطنة في قاموسه المفاهيمي، إذ تعتبر الزيارات الميدانية للمواقع أسلوباً من أساليب الإشراف الإداري المسؤول وطريقة لمتابعة الأعمال-إن كانت هناك أعمال طبعا- على أرض الواقع مباشرة دون وسيط. كما تهدف مثل هذه الزيارات إلى ملامسة احتياجات المواطنين والحصول على المعلومات لتقييم الواقع الفعلي للأداء بين الحين والآخر.
لكن إذا كانت الزيارة مدرجة في البرنامج السنوي للسياحة الداخلية المخصصة للوزراء، آنذاك سيستمر السيناريو غير المحسوب في بيع الوهم للموطنين وتلميع صورة الإطارات الحزبية لتغليط الرأي العام، لأن إنجاز مشاريع البرامج التأهيلية في الوقت المحدّد وبالشكل اللازم يُعدّ من الأهداف الرئيسية والمهمة في إدارة المشاريع واستشراف أفق تنزيلها على أرض الواقع، فتأخر مثل هذه المشاريع يفرز انعكاسات سلبية على القيمة المعنوية للإنجازات، كون المواطن مرتبط بشكل كبير بتنمية مدينته وأي تأخر في هذا الصدد من شأنه أن يساهم في تسريب اليأس إلى نفسية المواطنين وقد يتعدّاه إلى فقدان الثقة والمصداقية في مسؤولي تدبير الشأن المحلي بل سيمتد إلى حكماء الحكومة.