أحرق متظاهرون غاضبون، الخميس، مقرّ حركة النهضة الإسلامية الحاكمة في مدينة الكاف (شمال غرب البلاد)، حيث من المقرر إقامة جنازة عنصر أمن قتلته أمس جماعة مسلحة. وأتت النيران على كافة جدران المقر التي تفحمت تماماً، كما حطم المتظاهرون معدات المقر وأخرجوا وثائق وجدوها داخله ثم أحرقوها. وقتل مسلحون وصفتهم الحكومة التونسية بالإرهابيين ستة من عناصر الحرس الوطني في إحدى بلدات ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب تونس)، بينهم رجل أمن من مدينة الكاف التي شهدت استهداف مقر النهضة. وتنتشر في كافة مناطق تونس حالة من الخوف، خاصة أن تنامي الأعمال الإرهابية يترافق مع دخول البلاد الشهر الثالث للأزمة السياسية، التي فجّرها اغتيال النائب محمد البراهمي. وفي الجانب السياسي، تعطلت جلسات الحوار الوطني بعد أن رأي رئيس الحكومة علي العريض في تظاهرات المعارضة التي جرت أمس الأربعاء، بمناسبة الذكري الثانية لوصول الإسلاميين للسلطة، بمثابة تشويش على الحوار الوطني. وأعلن العريض أن حكومته لن تستقيل إلا بعد الانتهاء من التصديق على الدستور، وهو ما رفضته المعارضة. وردت عليه بالدخول في اعتصام مفتوح بساحة القصبة، كما هددت بإعلان العصيان المدنى. من جهة أخرى دعت حركة النهضة في بيان لها التونسيين، خاصة أنصارها، إلى التظاهر مساء اليوم بشارع بورقيبة للتنديد بالإرهاب ودعم الوحدة الوطنية. وتسود الشارع التونسي حالة من الاحتقان والانقسام وسط اتهامات للإعلام، خاصة التلفزيوني، بالتورّط في تجييش الشارع، وفي هذا السياق حذرت الهيئة العليا للإعلام السمعي البصري في بيان لها من توظيف المؤسسات الإعلامية للتعبئة السياسية.