بعد الإعلان عن النسخة الثانية من الحكومة المغربية ,والتي عرفت تماطلا كبيرا دام ثلاثة أشهر, تعطلت فيها مصالح الوطن والعباد,ودخل فيها المغرب ازمة سياسية خانقة ,أججها تفعيل نظام المقايسة,وإعلان الأحزاب العملاقة بداية الحرب مع رئيس الحكومة,تبين أن الخاسر الأكبر من هدا المولود الجديد هو حزب العدالة والتنمية,ومعه الشعب المغربي عامة,وذكرنا مشهد توزيع الحقائب والتدافع نحو الحصول على حقيبة وزارية,بما يفعله الأسود في غابات افريقيا الشاسعة,بعد الحصول على فريسة,كل ينفرد بنصيبه في معزل عن الاخرين,ليلتقط الشعب المغربي الفتات,الذي تركه أسياده ,وأبناء العائلات النافدة. إن المحلل للشأن السياسي المغربي يتبين له ببساطة,أن بعض رجال السياسة في المغرب لم يصلوا بعد إلى النضج التام لكي يتقلدوا مناصب القرار ,داخل الأحزاب السياسية وأيضا داخل الحكومة المغربية,فكان الأحرى بابن زيدان أن يرضخ لضغوطات حزب الاستقلال,والتي لن تكلف الدولة المغربية وحزب المصباح أكثر مما كلفه الزواج مع الحمامة,فانتحر ابن كيران سياسيا,وضحى بالأمين العام السابق وزير الخارجية الأسبق , وقدمه قربانا وأضحية العيد,لحزب التجمع الوطني للأحرار,وتراجعت أسهم البيجدي ,وكانت أولى الهزائم بمولاي يعقوب,ثم تلتها فضيحة التنازلات ,وفقدان وزارة الخارجية,ووزارة الحكامة والشؤون العامة,ووزارةالصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة,ثم ظهرت بوادر الشرخ والانقسام والانكسار والنكوص مع اصدقاء الامس ,ايدانا بظهور معارضين للشيخ داخل بيت الميزان .في حين تحكم مزوار في المالية والخارجية,واستطاع أن يؤمن لوزرائه 8 حقائب,أما الأحزاب الأخرى فلم تخرج خالية الوفاض فكان نصيب الحركة الشعبية وافرا وأكثر حظا من حزب التقدم والاشتراكية. لقد كان ابن كيران عنيدا في تفاعله مع الاستقلاليين,الدين كانت مطالبهم بسيطة وتنم عن خبرة سياسية كبيرة ,لم يفطن لها رئيس الوزراء ,أدت بنا الى مشهد سياسي مقزز,تراجعت فيه سمعة المغرب السياسية ,وتجمدت مجموعة من المشاريع الكبرى ,وفقد فيها المغرب الكثير من بريقه الاقتصادي والسياسي.
لم يكن الاستقلاليون يطالبون بالحقائب الوزارية,بل كانوا يعارضون السياسة المتبعة في تدبير الشأن العام,وكان الحاحهم فقط على تفعيل المقاربة التشاركية وإعلاء مصلحة المواطن البسيط, أما اليوم فقد فقد ابن كيران مجموعة من الحقائب,وأصبح المشهد الحكومي مختلفا عن سابقه في النسخة الاولى,فظهر الشباب والنساء والتكنوقراط في النسخة الثانية ,في حين تراجع اصحاب الخبرة والنضال السياسي الى المعارضة,فاسحين المجال لتجربة أخرى,ومغامرة اخرى,نتمنى أن تكون بادرة خير للخروج من الأزمة.