هذا حديث سوف ينكره الكثيرون من أتباع العدل و الإحسان،لأنهم يودون أن يسمعوا ما يحبون ، فالنفس تأنس لما تهواه ، و تتعشق ما استقرت عليه ، و يصعب عليها أن تستوعب غيره، حتى لو تبينت أنه الحق، أو توسمت أنه الحقيقة ، و أسوأ ما يحدث لقارئ هذا الحديث، أن يبدأه و نفسه مسبقة بالعداء، و أسوأ منه موقف الرفض مع سبق الإصرار للتفكير و استعمال العقل. ما جعلني أخوض هذا الموضوع هو الأحداث الأخيرة التي يعرفها المغرب و التي لم يكن بإمكانها أن تجعلني صامتا و أنا أرى بأم عيني إنكشاف حقيقة جماعة العدل و الإحسان و تصعيدها مع الدولة و ذلك لتحقيق طوفانها و لو استلزم الأمر التحالف في مثلث شر مع أعداء الماضي القريب من يساريين راديكاليين ملحدين و شواذ فكريا و سياسيا و متطرفين أمازيغ (يلعنون اليوم الذي دخل فيه الإسلام إلى المغرب)، فأصبحت الجماعة هي الذراع الشعبي لما يسمى حركة 20 فبراير في سبيل إحداث الفتنة و البلبلة و إسقاط النظام و بعد ذلك لن يجد الشعب المغربي من حل إلا مبايعة السي عبد السلام كخليفة لهم و بذلك تتحقق الرؤى التي توالت على شيخنا يقظة و مناما لمدة 37 سنة . بداية القصة كانت سنة 1974 حينما توعد السي عبد السلام الملك الراحل الحسن ثاني رحمة الله عليه في رسالته المشهورة "الإسلام أو الطوفان" و بما أن الإسلام كان دين الدولة و سيبقى كذلك فإن علماء الأمة آنذاك أفتوا بأن السي عبد السلام مرفوع عليه القلم و وضع في مستشفى المجانين رجاء أن يعود إلى وعيه و عقله ، ثم بعد ذلك صدم مرتين ، المرة الأولى لما اختلف مع الأستاذ البشيري الذي طالبه بمزيد من الشورى في مجالسهم بدل إحتكار السلطة و كذلك تصحيح عقائد المريدين المليئة بالخرافات الصوفية ، فلم يجد السي عبد السلام إلا أن يطرده من الجماعة ، و المرة الثانية لما رحل الحسن الثاني و لم يتحقق حلم السي عبد السلام بالإطاحة به ، فكما ولد الحسن الثاني ملكا فقد مات ملكا بجنازة مهيبة و شعب حزين لفراقه ، لكن إحساس العظمة الكبير لم يفارق شيخنا بل أوصله إلى مستوى العلييين و الصدييقين فأصبحت رؤاه تخرج إلى العلن و كذلك رؤى من تبعه وصدقه بعدل و إحسان إلى يوم الدين، و تداولوا بينهم نبأ القومة الموعودة التي بشر بها الرسول عليه الصلاة و السلام السي عبد السلام فبدأت الإستعدادات و تأهب المبايعون و المريدون ثم مر عام 2006 و المغرب كله بخير و على خير فتصدعت مصداقية الشيخ وجماعته و بدأت تفقد جماهريتها ، و هاهي الآن تريد استغلال المناخ الثوري السائد عند جيراننا العرب و قد أصبحت وقود مايسمى فتنة 20 فبراير و دخلت في مواجهة مباشرة مع السلطات و ذلك باستفزازهم و تحريض المواطنين على العصيان المدني و ماحصل بخريبكة و تمارة و أحداث طنجة و غيرها إلا دليل على النوايا الحقيقية لهذه الجماعة الشاذة التي يزعم مرشدها و إمامها أن رسول الله يزوره و يبشره بأنه المهدي الذي سيملأ الأرض عدلا و سيحكم بمنهاج النبوة ( وقد يكون عنده رقم البورطابل ديال رسول الله : الله يستر و الله يخرجنا من دار العيب بلا عيب)، فهذه الجماعة و بشهادة كل المتتبعين العقلاء تتآمر مع أعداء الدين و الوطن و الملك بأقذر الوسائل : من تجييش للقاصرين في احتجاجاتهم و ترديد شعارات بالية إن لم أقل سوقية تستفز رجال الأمن و المواطنين و تشويه صورة الملك في أذهان المغاربة و... و اللائحة طويلة. و لكي لا أطيل على القارئ الكريم فإني أدعو أطر العدل و الإحسان و خصوصا الأطباء النفسانيين أن يهتموا بالصحة العقلية لإمامهم و إذا كانت علوم الطب غير متقدمة في السبعينات حين وضع تحت المراقبة في مستشفى المجانين، فقد وصلت بعض بحوث علم النفس حديثا إلى القول بأن السبب المسؤول عن الهلوسة هو حدوث تحيزات في القدرات الميتا إدراكية ، وهذه القدرات تسمح لنا بمراقبة وسحب الاستدلالات من حالاتنا النفسية الداخلية (مثل النوايا، والذكريات، والعقائد والأفكار) و قد يجدون الحل لشيخهم لكي يستقبل ملائكة الموت و هو بكامل قواه العقلية و يضمنوا له النطق بالشهادتين. و إذا كانوا يريدون السياسة فليهيؤوا برنامجا سياسيا للإجابة على متطلبات العيش الكريم للمغاربة و أن يبتعدوا عن البرنامج الغامض الذي يقولون فيه أن الإسلام هو الحل والذي لا يسمن و لا يغني من جوع ، و ذلك لأننا نحن المغاربة كلنا مسلمون و الكل أصبح يدري ما وصفة دخول الجنة و ما وصفات دخول النار و كذلك فرائض الوضوء و مبطلات الغسل و غيرها من شعائر إسلامية. و كما قلت سابقا لو كنتم تريدون دخول مستنقع السياسة أسسوا حزبا مدنيا و بايعوا ملككم و ولي أمركم و أمير المؤمنين محمد السادس و ابتعدوا عن الفتنة فإنها أشد من القتل و أجيبوا عن أسئلة الشعب و هذه مجرد عينة منها : 1) كيف ترفع الأجور و تنخفض الأسعار؟ 2) كيف تحل مشكلة الإسكان المعقدة؟ 3) كيف تحل مشكلة الديون الخارجية؟ 4) كيف يتحول القطاع العام إلى قطاع منتج بما يتناسب و حجم استثماراته؟ 5) كيف تخلق فرص شغل لحل البطالة؟