شكل الأنشطة المدرة للدخل رافعة حقيقية للتنمية المحلية ومدخلا أساسيا تعتمده المبادرة الوطنية للتنمية البشرية لضمان الاندماج الاجتماعي وتحسين الأوضاع الاقتصادية للساكنة في وضعية هشاشة. فمنذ إطلاقها من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية العديد من المستفيدين من برامجها من إطلاق مشاريع مدرة للدخل سواء تعلق الأمر بمشاريع فردية طورت مستوى عيش أصحابها، أو بالمشاريع المنجزة في إطار التعاونيات، والتي تمكنها من تحسين ظروف إنتاجها وتثمين وتسويق هذا الإنتاج على الوجه الأمثل. وتعكس هذه المشاريع التي تعززت بمشاريع جديدة قدمت لجلالة الملك اليوم الثلاثاء بالجماعة القروية أوفوس (إقليمالرشيدية)، الحرص الملكي السامي والمتابعة المستمرة لجلالة الملك لتفعيل مختلف برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والرامية على الخصوص إلى التأهيل الاجتماعي للفئات المعوزة، ومحاربة الإقصاء والهشاشة من خلال النهوض بالأنشطة المدرة للدخل، ودعم إحداث المشاريع الصغرى، وتحفيز الجمعيات والتعاونيات. وتشكل هذه المشاريع التي تهم مجالات تربية النحل، وتربية العجول، والنعاج من سلاسة "الدمان"، وتثمين المنتوجات المحلية (التمور، الحناء، الكمون)، وإنتاج الكسكس التقليدي وتسويق المستحاثات ومختلف أدوات التزيين، جزءا من مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مجال الأنشطة المدرة للدخل بإقليمالرشيدية. وقد بلغ عدد هذه المشاريع بالإقليم نحو 77 مشروعا برسم الفترة 2011 - 2013. وتطلبت هذه المشاريع ، ذات الوقع الاجتماعي القوي، غلافا ماليا إجماليا فاق 14,9 مليون درهم وبلغت مساهمة المبادرة فيه حوالي 10,5 مليون درهم. ومكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بدعم من الوكالات الاجتماعية المتخصصة، من إحداث دينامية قوية على المستوى الوطني في ما يتعلق بأداء النسيج الجمعوي والتعاونيات التي كرست دور الأنشطة المدرة للدخل كأداة فعالة للمساعدة على اندماج الفئات المعوزة في الدورة الاقتصادية وتحسين ظروف عيشها. وفي هذا الصدد، تبرز القرية الوطنية للأنشطة المدرة للدخل التي احتضنتها الرباط خلال الشهر الجاري، الأهمية التي توليها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية للنهوض بهذا النوع من الأنشطة، حيث مكنت هذه التظاهرة عددا من التعاونيات من بحث سبل تثمين منتوجاتها مع فاعلين عموميين وخواص. كما مكنت هذه القرية التي نظمتها التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تعاونيات وجمعيات تنتمي إلى 83 إقليما وعمالة، من التعريف بغنى وتنوع المنتوجات التي تزخر بها المملكة، وإبراز التطور الذي تعرفه التعاونيات وتعزيز قدراتها وكفاءاتها بفضل الجهود التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وهكذا، تعزز المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال دعمها للأنشطة المدرة للدخل، رصيد منجزاتها في مجال ترسيخ التنمية المحلية والنهوض بأوضاع الساكنة في وضعية الفقر، وضمان اندماجها الاجتماعي بما يكرس قيم الكرامة والتضامن والتشارك والحكامة الجيدة.