رغم أن ابتكار مقياس لدرجة حرارة الجسم لا يعتبر بالشيء الكبير نظرا لشيوع أمثال أدوات القياس هذه، فإن فريقا من الباحثين من جامعة إلينويز الأميركية ابتكر مستشعرا بالغ الرقة والحساسية يتصل بجلد المستخدم مباشرة أطلقوا عليه اسم "الوشم الإلكتروني" يستطيع تقديم نتائج قياس فائقة الدقة لحرارة جسم الإنسان. ويقول قائد فريق البحث جون روجرز لموقع "ذي فيرج" الإلكتروني المعني بأخبار التقنية، إن الجهاز الذي طوروه يتضمن مستشعرا للحرارة فائق الحساسية يماثل بأدائه كاميرا حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء يصل ثمنها إلى ربع مليون دولار، على الرغم من أن ثمن أجزاء الجهاز لا يتعدى "بنسات" قليلة. كما أن هذا الجهاز -وفق روجرز- لا يؤدي نفس عمل الكاميرا باهظة الثمن المذكورة فحسب، وإنما يؤديه بشكل أفضل لأنه يتصل بالجلد فيتمكن من قياس الحرارة على مدى فترة زمنية طويلة وخلال أنشطة الإنسان اليومية. ويمكن للجهاز أن يراقب كيف تسري الحرارة في مجرى الدم أو كيف يؤثر تمدد وانقباض الأوعية الدموية على الحرارة المحيطة بها، مما يمكن أن يعطي مؤشرا مهما عن صحة القلب والأوعية الدموية، وفق الباحث. وتم وصف الجهاز الجديد بورقة بحثية نشرت الأحد بدورية "ناتشر ماتيريلز" وهو يبدو مثل شريط "الباركود" الصغير المستخدم في تمييز وتسعير المنتجات، ويتصل بالجلد بلاصق قابل للإزالة بالماء، وهناك نسختان مختلفتان منه لكنهما تقدمان ذات النتائج، وقد استغرق تطوير المستشعرات نحو سنتين، لكن معظم العمل الذي انصب على هندسة الجهاز تم في وقت سابق أو مواز لجهود البحث. وحتى الآن تقيس الأداة درجة الحرارة لكن يمكن إضافة مستشعرات أخرى إليها لتعرض تفاصيل أكثر عن الجسم. ويركز الفريق الآن على ابتكار مستشعرات لاستخدامها بأنحاء أخرى من الجسم لأخذ قياساته، حيث يجري اختبار كيفية توظيف الجهاز بالأعضاء الداخلية، وحتى وضعه أمام الجدار الداخلي للقلب لقياس خصائصه.