سبق لجريدة "أخبارنا" أن نشرت مقالا حول واقعة الاعتداء الذي نفذته عصابة مسلحة ضد شخصين بقرية أولاد افرج مساء يوم الاثنين والذي أسفر عن إصابة أحد الضحايا بعدة طعنات على مستوى الوجه والرجل والصدر في حين أصيب الآخر بضربة قوية بسكين من الحجم الكبير تسببت له في بثر ثلاثة أصابع، وقد أشرنا في وقت سابق إلى أن السكان استنكروا هذه الواقعة وخرجوا في مسيرة للمطالبة بتوفير الأمن اللازم لهم. "أخبارنا" زارت الضحيتين لمعرفة تفاصيل الحادثة، حيث أكد أحدهما أنه كان بصدد إغلاق متجره بُعيد صلاة العشاء، ليفاجأ بهجوم ثلاثة أشخاص ملثمين حاولوا في البداية إدخاله إلى محله التجاري قبل تنفيذ عمليتهم، إلا أن مقاومته لهم دفعتهم إلى توجيه عدة طعنات في أنحاء متفرقة من جسمه سقط على إثرها أرضا وهو يستغيث بجاره. تدخل الجار تزامن مع هروب عنصرين من العصابة فيما بقي العنصر الثالث داخل المحل لإكمال عملية السرقة، حيث حاول الجار منعه من الخروج في محاولة لتوقيفه إلى حين وصول رجال الدرك، إلا أن الرغبة الكبير للسارق في الهروب دفعته إلى استعمال سكينه وتوجيه ضربة قوية في اتجاه الوجه والكتف. حاول الجار التصدي للضربة بهدف حماية وجهه، الشيء الذي فقد على إثره ثلاثة أصابع سقطت في عين المكان، ليلوذ السارق بعد ذلك بالفرار أمام أنظار مجموعة ممن حضروا الواقعة واكتفوا بلعب دور المتفرج حسب تصريح الضحية، قبل أن يتصلوا بمركز أولاد افرج للدرك الملكي، حيث انتقلت فرقة مكونة من عدة عناصر لمعاينة مخلفات الحادث وأخذ التصريحات الأولية للضحايا والشهود قبل الانتقال إلى إجراءات رفع البصمات والبحث عن الخيوط الأولى التي يمكن الانطلاق منها لمعرفة الجناة، كما تم نقل الجار على وجه السرعة إلى مصحة خاصة بمدينة الجديدة قصد إجراء عملية لإعادة أطراف الأصابع إلى مكانها، حيث صرح الضحية أن الطاقم الطبي عجز عن مباشرة العملية لما تتطلب مثل هذه العمليات الجراحية من وقت وجهد كبيرين، خصوصا بعد مرور وقت مهم بين لحطة البثر ووقت العملية، فيما تم نقل الضحية الثاني بدوره إلى المستشفى الإقليمي بمدينة الجديدة لتلقي العلاجات اللازمة لوقف النزيف. استنفار رجال الدرك بمركز أولاد افرج من أجل الوصول إلى العصابة في أقرب وقت ممكن دفعهم إلى التحقيق مع عدد من أصحاب السوابق والمشتبه فيهم ممن يحملون نفس الصفات التي قدمها الضحيتان حول الجناة سواء من خلال العينين أو الصوت أو القامة، حيث استطاع أحد الضحايا التعرف على عنصر من العصابة من بين العشرات من خصوصا بعد مطالبة رجال الدرك الملكي للمشتبه فيه بنطق نفس الكلمة التي وجهها للضحية لحظة الهجوم ليزول حينها كل شك حول تورطه في عملية الاعتداء. وحسب تصريح من فقد أصابعه، فقد تمت محاصرة المعتدي بأسئلة رجال الدرك الملكي من جهة ومواجهته بمعطيات الضحايا من جهة أخرى، ليطالب العنصر الموقوف في لحظة من اللحظات من الضحية العفو عنه عما تسبب له فيه، هذا الطلب اعتبره المحققون بمثابة اعتراف أولي تبعه اعتراف صريح بالمنسوب إليه، كما قدم المعتدي معلومات مهمة حول العنصرين الآخرين المشاركين في عملية الاعتداء والسرقة ليسهل على رجال الدرك الملكي بعد ذلك التدخل على وجه السرعة لتوقيف باقي عناصر العصابة واقتيادهم إلى المركز لاستكمال البحث ومواجهة العناصر الثلاثة فيما بينهم لتتضح معالم الجريمة وتعترف العصابة بما نسب إليها من اعتداء تسبب في عاهة مستديمة لمن ضحى بنفسه من أجل تقديم يد المساعدة وأصابع العون لجاره.