قال السيد سيدريك بايلوك عضو اللجنة المنظمة للملتقى الدولي حول "أنثروبولوجيا المغرب والمغرب العربي" الذي يعقد ما بين 8 و10 شتنبر الجاري بمدينة الصويرة، إن هذا اللقاء يهدف بشكل أساسي إلى تسليط الضوء على أعمال الباحثين الشباب بالمغرب العربي حول مجتمعاتهم . وأوضح السيد بايلوك، الأنثروبولوجي والباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه بمركز جاك بيرك وأحد منظمي هذا الملتقى، أن الغاية الأساسية للقاء تتمثل في "إبراز أنه كانت هناك في الماضي إنتاجات هامة في مجال الأنثروبولوجيا، وخاصة بالمغرب الذي كان دوما المكان المفضل لهذا التخصص، بيد أن مرحلة الأسماء الكبيرة والوازنة قد تم تجاوزها من خلال بحوث الإثنوغرافيا التي قام بها باحثون شباب من المغرب العربي في العلوم الإنسانية والاجتماعية وذلك انطلاقا من المجتمعات التي ينحدرون منها. وأضاف "خلصنا إلى أننا في أوروبا غالبا ما نركز على كبار المتخصصين في هذا المجال، وخاصة الأوربيون منهمº من قبيل جاك بيرك وكلوفورد جيرتز وإيرنست جيلنر وآخرون، والذين يتم تدريس أعمالهم بالجامعات، في الوقت الذي توجد فيه إنتاجات غنية لأنثروبولوجيين مغاربة ومغاربيين، تتيح إمكانية الاطلاع على جوانب خفية للثقافة والدين واللغات في المنطقة برمتها. وبخصوص اختيار مدينة الصويرة لاحتضان الندوة، ذكر السيد بايلوك بأن مدينة الرياح المعروفة بغنى موسيقاها، تحتل مكانة مهمة في مجال دراسات الموسيقى الإثنية وكذا البحث المعاصر بالمغرب، مضيفا أن هذه الندوة سيواكبها تكريم لروح جورج لاباساد "الذي قام بمعظم تأملاته وأعماله في علم الاجتماع والأنثروبولوجيا بالصويرة ذاتها". وكان الملتقى قد انطلق أمس الأحد بتنظيم أمسية افتتاحية، تميزت بندوات حول الأنثروبولوجيا المغرب: من ازدهار القرن 20 إلى تقهقر القرن 21 ¿" و"جورج لاباساد.. مسار أنثروبولوجي متميز، من بيارن إلى الصويرة". وتم تنشيط الندوة الأخيرة من قبل عبد القادر مانا، الأنثروبولوجي والكاتب المغربي الذي عرف بتنسيقه لسنوات مع الفيلسوف الفرنسي لاباساد ، الذي أطلق قبل أزيد من 30 سنة، برنامجا للأبحاث يحمل اسم "كلمات الصويرة". كما تم افتتاح هذا الملتقى على إيقاعات الفن والتراث من خلال معرض للصور حول "التراث اليهودي بالصويرة وتأنيس المقابر" للمصور الفوتوغرافي ريشارد زيبولون، وأمسية حول موسيقى كناوة". كما يتضمن برنامج الملتقى ندوات حول "المسارات الأنثروبولوجية ما بعد الحرب: 50 سنة من أنثروبولوجيا المغرب العربي"، و"تدريس الأنثروبولوجيا في المغرب العربي اليوم: فوائد ومقترحات". ويشمل البرنامج أيضا تنظيم ورشات حول مواضيع تهم "الأنثروبولوجيا الدينية"، "الموسيقى الإثنية بالمغرب/التراث اللامادي"، و"الأنثروبولوجيا القانونية/المعايير"، و"أنثروبولوجيا العوالم المعاصرة".