تجمّع الآلاف من ساكنة طنجة في "ساحة التغيير" استجابة لنداء حركة 20 فبراير والتنسيقيّة المحليّة الداعمة لمطالب الحركة، حيث كان برنامج الإعتصام حافلا ومتنوّعا. إذ تمّ تشكيل حلقيات تواصليّة وتوعويّة لتوضيح مطالب الحركة في ظلّ هذا الحراك الشّعبي المتصاعد منذ انطلاقة الإنتفاضة الشعبية بالمغرب، الساعية وراء استرجاع حقوقها المهضومة والمتمثّلة في الحريّة والكرامة والعدالة الإجتماعية. وقد توسطت الصحة لافتة كتب عليها : حركة 20 فبراير بطنجة تنظم إعتصام التحدي. وركّزت جل الخطابات والنّقاشات داخل الحلقيات على مطالب الشعب الأساسيّة، دون إغفال الشق السّياسي المتمثّل في : إسقاط الفساد والإحتكار - رفض الإستبداد - توسيع نطاق الحريات العامة والخاصة - تغيير الدستور بإرادة شعبية وبمشاركة كلّ القوة الحيّة دون تمييز أو إقصاء.
وحاولت بعض التدخلات ربط الحركة الإحتجاجية التي يشهدها المغرب بالحراك العام الذي تعرفه مختلف الشعوب العربية، كما ذكرت بأن القضية الفلسطينية التي خلدت في اليوم ذاته الذكرى 63 للنكبة لازلت تمثل جوهر النضالات الشعبية، وسوف تتحرر فلسطين من الإحتلال الصهيوني يوم تتحرر الشعوب العربية من الإستبداد. وبعد صلاة المغرب جماعة داخل الساحة في مشهد مهيب، كان الحضور على موعد مع فقرات فنيّة تخلّلتها مشاهدة مادّة إعلامية، عرضت باستعمال العارض الضوئي Data-show، سلّطت الضوء على الحراك الشعبي داخل المدينة منذ 20 فبراير، وشرح لأهم المطالب الشعبيّة الأساسيّة. وقد إعترض بعض المحسوبين على التيار السلفي على الموسيقى المرافقة للشريط، ليتم إكمال العرض بدون صوت تجنباً للفوضى وللجدالات الهامشية. كما شارك في تنشيط هذا المهرجان الفني، الفنان الكوميدي المبدع -اكبيدة الخاطر- من خلال اسكتشات هزليّة من وحي واقع معانات الشعب المغربي.
يشار إلى أن قوات الأمن بطنجة كانت قد تدخلت صباح الأحد لمنع عناصر سلفية من السفر للالتحاق بالنزهة الإحتجاجية التي كانت مقررة في معتقل تمارة والتي دعت إليها حركة 20 فبراير للمطالبة بإغلاق المعتقل السري الذي يستغله جهاز الديستي في استنطاقات وحشية ومشبوهة . وكان عدد من المنتمين للتيار السلفي قد تجمعوا فجر يوم الأحد بأحد مساجد حي بئر الشفا بطنجة، حيث أدوا صلاة الصبح متبوعة بوقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بمناسبة ما يسمى بيوم الزحف، ليبدؤوا في الانتقال إلى مكان كان تنتظرهم فيه حافلات للنقل المزدوج مخصصة لنقلهم إلى مدينة تمارة، وفوجؤوا بتدخل أمني عنيف من طرف القوات العمومية، حيث قامت عناصر أمنية حسب موقع طنجة 24 بمصادرة رخص السياقة من أصحاب العربات التي كانت من المقرر أن تقل الأشخاص المذكورين