كشفت الدكتورة آمال مختار أستاذ الصحة العامة والطب الوقائي ورئيس قسم بحوث طب المجتمع بالمركز القومي للبحوث الممثل الإقليمي للتحالف العالمي للالتهاب الكبدي الوبائي لمنطقة الشرق الأوسط والبحر المتوسط، ارتفاع نسبة الاصابة بالاكتئاب بين مرضى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي "سي"، حيث يعتبر أحد الآثار الجانبية شيوعا للمرض، مشيرة الى أن العلاج الطبي الناجح لفيروس "سي" يتطلب كشف وإدارة الاكتئاب على حد سواء قبل وأثناء العلاج. وقالت – في تصريح لوكالة انباء الشرق الأوسط اليوم - إن الكشف عن أعراض الاكتئاب في مرضى التهاب الكبد الوبائي "سي" قضية مهمة لأنه له تأثير ضار على مسار المرض، مع التضخيم من الأعراض الجسدية، وانخفاض الالتزام بالبرنامج العلاجي وتدني نوعية الحياة بالإضافة إلى أن علاج فيروس "سي" ينطوي على الانترفيرون، والذى له آثار جانبية على الناحية العصبية والنفسية للمرضى.
وأضافت أن الاضطراب النفسي هو السبب الرئيسي للتأخير أو التوقف عن العلاج بالانترفيرون، موضحة أن هذه القاعدة لها استثناء فليس كل من يتناول الانترفيرون كعلاج يصاب بالاكتئاب، لذلك فمن المهم تحديد العوامل الخاصة التي قد تجعل بعض الأفراد أكثر عرضه للاكتئاب من غيرهم.
وأكدت أن أسباب ارتفاع معدل انتشار الاكتئاب بين مرضى الالتهاب الفيروسي سي ليست واضحة، وقد تم الاعتقاد أن ذلك ينشأ من المرض نفسه، أو بنسبة عالية بين الأشخاص المعرضين لخطر الاضطراب النفسي، أو إلى وصمة العار المرتبطة بطبيعة التشخيص والتي تعد السبب الرئيسي في سوء الحالة النفسية للمرضى، بوصفه قد يكون نتيجة لسلوك غير لائق.
وأشارت إلى انه تم مؤخرا إجراء دراسة لتقدير معدل انتشار الاضطراب النفسي والتعرف على العوامل المرتبطة بزيادة خطر الاكتئاب، تضم عينة قوامها 540 مريضا (359 من الذكور و181 من الإناث) تعرضوا إلى استبيان منظم ذاتيا لجمع البيانات الشخصية (العمر، الجنس، الوظيفة، الوضع الاجتماعي والاقتصادي، وغيرها) ، ومدى معرفة المريض لمرض الالتهاب الكبدي "سي" وموقفهم تجاه المرض .
وأوضحت أن نتائج الدراسة أفادت بان نسبة الاكتئاب بين المرضى حوالى 7ر26 في المئة، من بينهم 4ر 22 في المئة من المرضى لديهم أعراض اكتئاب خفيف، و 2ر3 في المئة لديهم أعراض الاكتئاب المعتدل ، و1ر1 في المئة لديهم أعراض الاكتئاب الشديد، وذلك وفقا لمقياس "بيك" لتقدير الاكتئاب مما يثبت تأثير التهاب الكبد الوبائي " سي" كمحفز قوي للاكتئاب.
وذكرت أن هناك العديد من العوامل الديموغرافية لها تأثير على تطور الاكتئاب بما في ذلك السن والجنس والمستوى التعليمي والوظيفة ، حيث كشفت تلك الدراسة ان 1ر60 في المئة من مرضى الاكتئاب اكبر من "40 عاما"، وتشكل الإناث نسبة كبرة منهم، كما لم يكن هناك فرقا كبيرا بين المصابين بالاكتئاب ومستوى التعليم، وتم إثبات وجود علاقة سلبية بين نسبة الإصابة بالاكتئاب بين المرضى والتوظيف.
وأشارت الى أن الدراسة أوصت جميع مرضى الالتهاب الكبدي الفيروسي "سي" بأن يخضعوا للعلاج ويتم مراقبتهم عن قرب لملاحظة تفاقم أعراض الاكتئاب، فإذا زادت نسبة الاكتئاب ينبغي الشروع في العلاج النفسي على وجه السرعة ، مطالبة المسئولين عن الصحة بأن يقوموا بدور نشط في تنظيم برامج للتوعية بين الجمهور بشأن طرق انتقال العدوى والوقاية والعلاج من المرض.