صرّح رئيس المدير العام للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزيون مؤخرا لأحد الصحف بما يلي ''الأعمال الرمضانية ورأيي فيها، أرى أنها أعمال في مستوى التطلعات، وهذا ما يقوله لي العديد من الأصدقاء عند لقائي بهم كل واحد يعبر عن إعجابه بأحد الأعمال الرمضانية، وهذا شيء ممتاز بالنسبة لي'' السيد المديرلم يعتمد لا على إستطلاعات الرأي و لا على المؤشرات التقنية، لتقييم الإنتاج الفني للقنوات التابعة له ، بل اِسْتَعَانَ بمجموعة من الدردشات وأقوال المقاهي. ما يقدم اليوم في رمضان من سيتكومات وأفلام و برامج للترفيه، أسالت مداد كثيرا وشكلت وتشكل دائما موضوعا هام للنقاش، ليس فنيا فقط بل يتعداه لماهو ثقافي و هوياتي و ربما حتى سياسي. كل هذا يدفع المرء لطرح مجموعة من الاسئلة حول هذه السخافات المسمات برامج رمضان: ماهي القيم التي نبني في هذا المجتمع من خلال التلفزة؟ لمذا يصرون على إضحاكنا في كل رمضان، الذي هو شهر العبادة والتوبه ؟ أليس هذا هدراً للمال العام؟ بإعتبار أن المواطن هو من يدفع رواتب موظفيها و هو ممول هذه البرامج بأدائه للضرائب من ماله الذي يزيلها من قوته اليومي. التلفزة التي لا تحترم لا ذكاء و لا ذوق المشاهد و تتعمد إلى إهانته و إحتقار ألا تستحق المقاطعة ؟ سنذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض أشكال الإهانة و ألاستخفاف بالذوق المغربي الرفيع هي: أولا الكامرة الخفية التي كُشِفت عورتها من طرف مجموعة من الأشخاص عبر مواقع التواصل الإجتماعي، حيث تبين أنها مجرد كذب وتمثيل،لتسقط ورقة التوت ويتحول الخفي إلى واضح والكامرة الخفية إلى الكامرة التمثيلية. ثانيا سيتكومات لا تعبر عن اهتمامات و مشاغل المواطن البسيط، بل ولا ترقى حتى إلى مستوى الهوات من الناحية الفنية، هي مجموعة من المشاهد الغير متناسقة والتي تفتقد إلى سيناريوهات متقنة و لا تحمل أي نوع من الرسائل عدا الضحك على الذقون. ثالثا لا تمثل بأي شكل من الأشكال هوية الشعب المغربي بتاريخه العريق و تعدد مشاربه الثقافية.
في واقع الأمرهذه التفاهات لن تنتج إلا فرد مهزوز، فارغ من المبادئ بدون هوية ولا ثقافة و لافن. القنوات التلفزية الوطنية، تنضم إلى مجموعة عوامل أخرى، لتقف حاجزا أمام تقدم هذا الوطن و الرقي به في مصاف الأمم الأخرى.