في ظل ما يعيشه الوطن العربي من حراكات وثورات شعبية لم يستثن منها الشعب المغربي ليخرج ويطالب بحقه في إطار الخصوصية المغربية, المتميزة بالسلمية والإيمان بالغذ الأفضل,توالت الخرجات وكثرت اللافتات والشعارات,لكن هل هذا أقصى ما يمكن و وجب فعله؟ فعندما نقول الشعب يريد إسقاط الفساد والشعب يريد الشغل والشعب يريد محاسبة المسؤولين وغير ذلك مما يريده الشعب, فإن هذا الشعب بطبيعة الحال يطالب بالمواطنة الحقيقية والكاملة, لكن أليست المواطنة هي نتاج للحقوق والواجبات معا؟ وعندما نطالب بديموقراطية حقيقية يكون بمقتضاها الشعب هو مصدر السلطات, ونطالب بتأسيس دولة الحق و القانون وتقوية الدولة العصرية و الحديثة يحكم فيها الشعب نفسه بنفسه, ألا يجدر بنا أن نكون شعبا مؤهلا لذلك ؟ألا يجدر بنا أن نكون مؤمنين بالديموقراطية فيما بيننا؟ ونصدقها في أفعالنا وفي ممارساتنا اليومية؟ ألا يجب أن نقوم بوظائفنا على أكمل وجه حتى يتسنى لنا محاسبة المفسدين ؟ فأي شعب نريد أن نكون ؟ أشعب مستهلك فقط يريد أم منتج ومستهلك؟ لا شك أننا امام فرصة للشعب وليست انعطافا للدولة, فما إن تضيع الفرصة حتى تعود دار لقمان إلى حالها ولنا في أعداء الاصلاح خير دليل على ذلك فهم لا يمهلوننا استغلالها ويعملون جاهدين إعادتنا إلى الوراء, إذن فالرهان الحقيقي هو رهاننا على أنفسنا كشعب وليس على الدولة. فإن تصدقت الدولة علينا اليوم بالاصلاح فما الضامن بأن تنتزعه غذا؟ أما إذا راهنا على أنفسنا لنصبح شعبا مسؤولا, واعيا, مجردا من الجهل والأمية كافرا بالرشوة والمحسوبية سليما بدنيا ومعافا ذهنيا مما ينشرونه من سموم لإضعافنا فمن ذا الذي يستطيع الاعتداء أو انتزاع حقوقنا مدنية كانت أو سياسية أ اجتماعية؟ لقد مرت على خرجات حركات التغيير ما يزيد على الشهرين ورفعت مطالب عديدة وشتى كلها تدور حول ما يريده ويحبه ويتمناه الشعب, لكن ما من لافتة أو شعار نحث فيه أنفسنا على تخليق حياتنا العامة أو تذكير أنفسنا اتجاه مسؤولياتنا, فلا يجب أن نخلق عهدا يتحدث فيه الجميع عما يريده الشعب ونذر ما يراد منه. لا يمكن الركوب على الظرفية بلا قواعد لا نريد أن نطالب بالشفافية و النزاهة ولا نتحلى بها, فالمجتمع القوي لا يحتاج الى المواطن المرائي بل للمواطن الصادق المحب لبلده المساهم في رقيه لا يهمنا ما يفعله المفسدين فالوطن وطننا وليس وطنهم فلا يعقل بأي حال أن نناضل من أجل الحق وفي نفس الوقت نعمل على تفريخ البناء العشوائي ونزيد من حدته, لا يمكن أن نحارب الفساد ونترك مكاتبنا ونعطل مصالح إخواننا.لا يمكن أن نطالب الدولة باحترامنا ونحن نعرقل السير بعربات الخضرأينما كان ولا نحترم قانون السيرولا الأدوار في الادارات والأماكن العمومية. لعل أكبرسبب لانتشار انتهاكات حقوق الانسان وانعدام حق القانون وانتشار اللامبالاة وانعدام المسؤولية هو عدم وجود مواطنين فاعلين في المجتمع غير مؤمنين بأدوارهم. فعندما يصبح الفرد لاعنا لوطنه ومجتمعه محملا الدولة المسؤولية بسياساتها لا شك أن المجتمع هو الذي يؤدي ضريبته الذي المواطن هونواته الأولى. فالشعب الذي نريد أن نكون هو الشعب الذي تتعزز له ثقافة أداء الواجبات قبل أخذ الحقوق,شعب متحضر في ممارساته مؤمن بوطنه.شعب يأخذ حقوقه لأنه يستحقها وأهل لها لا حقوق يتصدق عليه بها, وفي كل آن ولحظة يمنون علينا بها.