الرباط /20 يوليوز 2013/ومع/ لا غرو أن تتحول الرياضة في عهد جلالة الملك محمد السادس، من مجرد ممارسة ومشاركة في المسابقات والتظاهرات الجهوية والقارية والدولية ، إلى قطاع استراتيجي يساهم في المسيرة التنموية. فقد حرص جلالة الملك على إطلاق ورش الإقلاع بالرياضة منذ تربعه على عرش أسلافه الميامين، ولم ينفك يولي بالغ الاهتمام وسابغ العناية بالرياضة والرياضيين حتى تواصل المملكة مسيرتها بشكل حثيث وبخطى ثابتة لتجسيد طموحات وأماني شعب يعشق الرياضة حتى النخاع. والواقع أن هذه الرعاية المولوية نابعة أيضا من إيمان جلالة الملك بالأهمية التي تكتسيها الرياضة كقطاع منتج، بدليل أن هذا القطاع أضحى رافدا اقتصاديا ومجالا خصبا للاستثمار دون إغفال الدور الإشعاعي والدبلوماسي الذي تضطلع به الرياضة الوطنية من خلال الإنجازات التي يحققها الأبطال المغاربة في أنواع رياضية متنوعة وفي مختلف الاستحقاقات العالمية. وحرص المغرب بفضل دعم وتوجيهات جلالة الملك محمد السادس، الذي آمن بأهمية الرياضة في حياة الأمة، على تعزيز البنيات والتجهيزات بتشييد ملاعب وقاعات رياضية متعددة الاختصاصات وإصلاح أخرى حتى تكون في مستوى التظاهرات التي يحتضنها المغرب سواء منها القارية أو الدولية. ومن أبرز تجليات، هذه الرعاية الملكية السامية أيضا، إشراف جلالته شخصيا على انطلاقة وتدشين المنشآت الرياضية وحرص جلالته على رسم خارطة طريق للنهوض بقطاع الرياضة والشباب قوامها التأهيل المادي والبشري اللازم لممارسة سليمة وعلمية لمختلف الأنواع الرياضية مع اعتماد سياسة القرب باعتبار أن ورش الرياضة يعد من الأوراش الكبرى التي ينبغي أن تحظى بدعم الحكومة والجماعات المحلية ومختلف الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. وعلى أرض الواقع حرصت الحكومة، بتوجيهات من جلالته، على إعطاء دفعة قوية لهذا القطاع بتشييد ملاعب وقاعات رياضية متعددة الاختصاصات وترميم وإصلاح أخرى حتى تكون في مستوى التظاهرات القارية أو الإقليمية أو الدولية التي عهد للمغرب باستضافتها ومنها نهائيات كأسي إفريقيا للأمم 2015 للكبار و2013 للفتيان (أقل من 17 سنة) وكأس القارات لألعاب القوى عام 2014 وبطولة إفريقيا لألعاب القوى في السنة ذاتها إلى جانب تنظيم كأس العالم للأندية عامي 2013 و2014. كما تجسدت الرعاية الملكية السامية على وجه الخصوص في إشراف جلالة الملك محمد السادس شخصيا على تدشين أو إعطاء انطلاقة أشغال بناء العديد من المركبات السوسيو- رياضية المندمجة للقرب والحلبات المطاطية لألعاب القوى في العديد من المدن المغربية وخاصة الناظور وبرشيد وبنسليمان والحوز والصويرة والرباط والقنيطرة وبركان وبني ملال وسلا والعرائش وتامسنا وآسفي، بغية تطوير القدرات الرياضية لدى الأطفال والشباب، ومحاربة الانحراف والهدر المدرسي وتحسين ظروف ممارسة الرياضة وتطوير الأنشطة الرياضية. وتعكس مجموع المراكز السوسيو-رياضية للقرب متعددة الاختصاصات، التي تم إطلاقها منذ سنة 2009 بمختلف جهات المملكة، الرعاية الموصولة التي ما فتيء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوليها للفئات الاجتماعية التي توجد في وضعية هشاشة، ولاسيما منها الأشخاص ذوو الاحتياجات الخاصة والشباب والنساء. وتروم سياسة إحداث هذه المراكز، التي سيبلغ عددها الألف في أفق سنة 2016 ، توفير المناخ الملائم للممارسة الرياضية وجعلها متنفسات رياضية وبيئية مندمجة تساهم في تأهيل العنصر البشري، تجسيدا لأنبل معاني حقوق الإنسان في أبعادها الشمولية على اعتبار أن الرياضة باتت تشكل مدرسة مفتوحة على الحياة. وتندرج عملية إنجاز المراكز السيوسيو رياضية المندمجة للقرب في إطار مقاربة تسعى إلى تعميم وتوسيع الاستفادة من خدمات التأطير الرياضي والتربوي لفائدة الساكنة المحيطة بها، وكذا إتاحة الفرصة أمام الأطفال والشباب لصقل مواهبهم وضمان ممارسة سليمة وعلمية لمختلف الأنواع الرياضية وتمكينهم من البنيات التحتية الضرورية للممارسة من جهة وتطوير الرياضة الوطنية من جهة أخرى. كما يحق للمغرب في عهد جلالة الملك أن يفخر بكونه بات من البلدان القلائل في العالم، التي يكرس دستورها الرياضة كحق من حقوق المواطن ورافعة للتنمية البشرية بما يتماشى والتحولات العميقة، التي تشهدها البلاد في مختلف المجالات ذلك أنه لأول مرة في تاريخ المغرب الحديث، يتم التنصيص دستوريا وبشكل صريح على الحق في الممارسة الرياضية كحق من حقوق الإنسان وتحديد دور ومسؤولية الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية في تأطير الممارسة الرياضية ومد الرياضة بالإمكانيات اللازمة على مستوى اللامركزية واللاتمركز. ويعكس كل ذلك حرص جلالة الملك محمد السادس باستمرار على أن يجعل من القطاع الرياضي عاملا من عوامل التحرر والتنمية الشاملة.