فتح السجن المحلي لخريبكة على مدى ثلاثة أيام أبوابه أمام فقرات من الدورة ال16 لمهرجان السينما الإفريقية من خلال تمكين نزلاء السجن من التفاعل مع الإبداعات الفنية للمخرجين المغاربة نسيم عباسي وحميد الزوغي وإبراهيم شكيري. وشكلت الأفلام المنتقاة للعرض في رحاب هذه المؤسسة السجنية فرصة للنزلاء لتقاسم لحظات من المتعة مع عدد من رموز الفن السابع بالقارة السمراء في إطار هذه المبادرة التي نظمتها مؤسسة المهرجان بتنسيق مع إدارة المؤسسة السجنية ما بين 25 و27 يونيو الجاري. وتابع نزلاء المؤسسة من الرجال ونساء والأحداث باهتمام عروضا سينمائية دامت نحو خمس ساعات لأفلام "ماجد" و"خربوشة" و"الطريق نحو كابول" التي تتمحور مواضيعها حول المقاومة والتحدي والإصرار على إثبات الذات. وفي هذا السياق، حاول المخرج نسيم عباسي من خلال شريطه السينمائي "ماجد" رصد ظاهرة التحدي لدى الطفل "ماجد" الذي لا يتعدى عمره العاشرة والذي كان همه الوحيد الحصول على صورة كتذكار لوالديه اللذين فقدهما في حريق، مما أدى به للدخول لمواجهة مخاطر بعد انتقاله من مدينة المحمدية نحو عالم مجهول كان ينتظره بالعاصمة الاقتصادية الدارالبيضاء. أما الفيلم الموالي "خربوشة" لمحمد الزوغي ، الذي عرض بالمناسبة ، فيرصد روح التحدي والمقاومة التي كلفت بطلة الفيلم حياتها بعد أن ناضلت بأغانيها وأشعارها الملتزمة التي سخرتها لشحذ الهمم لمواجهة المستعمر الفرنسي، في حين تناول شريط الختام"الطريق إلى كابول" لإبراهيم شكيري سيرة أربعة شبان عاطلين تبخر حلمهم في الالتحاق بالديار الهولندية عندما وجدوا أنفسهم في قبضة شبكة مسلحة بكابول (أفغانستان). ولم تقتصر مبادرة المهرجان هاته على نزلاء السجن المحلي بل شملت فضاءات أخرى، منها المركب الاجتماعي الرياضي لجمعية المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة الذي كان منخرطوه على موعد مع شريط مغربي آخر يحمل توقيع المخرج عبد السلام الكلاعي بعنوان "ملاك" الذي يرصد مسار أم عازبة في سن السابعة عشر نبذتها الأسرة والمجتمع لتقع ضحية مغامرات الشارع. كما تخطى المهرجان حدوده الجغرافية من خلال عرض فيلم "الطريق إلى كابول " بجماعة ابن احمد إقليمسطات، سعيا لتحقيق الامتداد الجهوي كأسلوب جديد تتطلع من خلاله مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة إلى تلبية مختلف الأذواق، وخاصة الشبابية.