استمسع الجمهور بمدينة خريبكة في إطار فعاليات الدورة 13 لمهرجان السينما الإفريقية بالأشرطة السينمائية الإفريقية، وكان الإقبال كبيرا على الأفلام المغرببة ومنها أفلام البانورما (زمن الرفاق للمخرج محمد شريف الطريبق، وموسم المشاوشة للمخرج محمد أحمد بنسودة، وخربوشة لحمبد الزوغي، وألو 15 لمحمد اليونسي، ووليدات كازا لعبد الكريم الدرقاوي)، والشريطان المصريان المعروضان ضمن المسابقة الرسمية: «الفرح» للمخرج سامح عبد العزيز و»واحد صفر» للمخرجة الكاملة أبو ذكرى، بالإضافة إلى «جزر العاصفة» للمخرج الكوت دي فواري سيديكي باكابا؛ و»إمرأة ليست كمثيلاتها» للمخرج البوركينابي عبد لاي داو، و»نقطة الإلحام» للمخرج الطوغولي ستيفان أف... كما تابع الجمهور أيضا أفلاما عديدة في إطار أفلام الندوة، منها الفيلم التونسي «أولاد لينين» للمخرجة نادية الفاني، و»الغياب» للمخرج العينين ماماكيتا، و»مدينة تارتينا « للمخرج التشادي عيسى سيرج كويلو، والفيلم الفلسطيني «عيد ميلاد ليلى» للمخرج رشيد مشاوشي ... وضمن الأنشطة الموازية، وكتقليد ثقافي في المهرجان تم تقديم وتوقيع مجموعة من الإصدارات السينمائية: «أفلام وأفلام» لعبد اللطيف البازي، و»الصورة عند رولان بارت « لبوشتى فرق زايد، و»كتابات في السينما» لعبد الكريم واكريم و»سينما مومن السميحي» لجمعية القياس ... كما تم تنظيم ورشات تكوينية لفائدة المشاركين (حوالي200) في الإخراج والسيناريو وهي الورشات التي أطرها المخرج المغربي محمد شريف طريبق، وفي المونطاج من تأطير لطيفة نمير، وورشة حول الصورة للمخرج المغربي عبد الكريم الدرقاوي... و تميزت هذه الدورة بالنقاش المهم كل صباح لمناقشة الأشرطة السينمائية المشاركة في المسابقة، وذلك بحضور مخرجيها. ومن جهة أخرى، تحول فضاءٌ بالمركب السجني بخريبكة إلى قاعة سينمائية، حيث كان النزلاء على موعد مع فيلم «خربوشة»، المبرمج ضمن بانوراما الأفلام المغربية المندرجة في إطار الدورة. ويحكي المخرج حميد الزوغي، من خلال هذا العمل الفني، على مدى ساعة و45 دقيقة، قصة المغنية والشاعرة خربوشة، التي اشتهرت أواخر القرن التاسع عشر في قبيلة أولاد زايد بإقليم عبدة، بصوتها الحزين المتميز وأغانيها الملتزمة، وكذا بأشعارها الهجائية المنددة بطغيان الاستعمار واستبداد أحد «قياد» ما يسمى بعهد «السيبة» الذي نكل بأهلها وقبيلتها. وبالمناسبة، أشار الحسين الأندوفي، المندوب العام للمهرجان إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تبرمج فيها مؤسسة المهرجان إبداعات سينمائية بالمركب السجني بالمدينة، وذلك في إطار العمل على تعزيز سياسة انفتاح المؤسسة السجنية على محيطها. وأضاف أن هذه المبادرة حظيت بإعجاب النزلاء، ومعظمهم من الشباب، مما حدا بالمنظمين إلى برمجة فيلم ثان بعنوان «آلو15 « للمخرج محمد اليونسي، مبديا في الوقت ذاته عزم المؤسسة إبرام اتفاقية شراكة مع المركب السجني بالمدينة لتمكين النزلاء من الاستفادة من عروض سينمائية على طول السنة. وضمن الكتب السينمائية، شهدت الدورة أيضا تقديم وتوقيع كتاب «السينما والمجتمع» للباحث مولاي إدريس الجعايدي. ويضم الكتاب، الصادر عن دار المجال (2010 ) في 143 صفحة من القطع المتوسط، ثمان مقالات معززة بالصور تناقش بالأساس سوسيولوجيا السينما، والعلاقة بين ما هو فيلمي وإيديولوجي، والسينما الكولونيالية، والهجرات والسينما، وكذا الجانب الأخلاقي والجمالي في العمل السينمائي. وأكد الجعايدي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه اعتمد مقاربة تحليلية لعدد من الأفلام المغربية والأجنبية بشكل موضوعي، بعيدا عن كل الإيديولوجيات التي تروج لها هذه الأعمال الإبداعية. وأوضح أن اعتماد هذا النوع من المقاربات من طرف باحث اجتماعي يمكن من فهم وتحليل الميكانيزمات والخطابات المتحكمة في إنتاج الأفلام السينمائية، وبالتالي إفراز بعض الأمور التي قد يستبطنها المتلقي بشكل غير واع.