أكد رئيس مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة نور الدين الصايل أن المهرجان أضحى، رغم ضعف ميزانيته، من ألمع المهرجانات السينمائية الدولية بكل ما يحمله من قيم حقيقية للسينما الإفريقية على الصعيد العالمي. وأوضح رئيس المهرجان، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش تنظيم الدورة السادسة عشرة لهذه التظاهرة الثقافية الفنية ما بين 22 و29 يونيو الجاري بخريبكة، أن هذه المكانة جاءت باعتراف من كل من يهتم ويناضل من أجل السينما الإفريقية على الصعيد الوطني والدولي وحتى في القارة السمراء ذاتها. واعتبر الصايل أن هذا الاعتراف الدولي المستحق تأكد من خلال الحضور الهائل والمتميز الذي عرفه حفل افتتاح دورة هذه السنة من منتجين ومخرجين ونقاد سينمائيين وحتى مصاحبي الفيلم الإفريقي القادمين أساسا من فرنسا واسبانيا وايطاليا وكندا فضلا عن عدد الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لهذا الملتقى (17 فيلما تمثل 15 بلدا إفريقيا). وأضاف أن المهرجان يعد الأول من نوعه بمعية مهرجان فيسباكو الذي يعقد على رأس كل سنتين بواغادوغو، إذ أصبح اليوم بمثابة مؤشر سنوي يحدد من خلاله مستوى الإيقاع الذي يسلكه الفن السابع بالقارة الإفريقية. وقال إنه بالرغم من هذه المكانة، إلا أن ميزانية المهرجان لاتزال الأضعف مقارنة مع مهرجانات وطنية مماثلة، مشيرا إلى أن استمرارية المهرجان حتى الآن تعود أساسا للدعم المالي واللوجستيكي للمجمع الشريف للفوسفاط والمركز السينمائي المغربي. وأعرب عن فخره لما تحقق من إنجازات بتضافر جهود العديد من الفعاليات، في وقت كانت فكرة إخراج هذا المنتوج الإبداعي إلى حيز الوجود سنة 1977 مجرد حلم، مناشدا بالمناسبة كافة الجهات المحلية المسؤولة من أجل العمل على تبني هذا المهرجان الذي قطع أشواطا طويلة لضمان بعده الدولي والريادي في الساحة الإفريقية وتأمين استمراريته وبقائه. ومن جهته، أشار مدير مهرجان السينما الإفريقية بخريبكة الحسين الاندوفي إلى أن هذا المهرجان تجاوز، بفضل إشعاعه وحضوره القوي على الصعيد الدولي، طاقة وقدرات الساهرين على تدبيره مما يتطلب، في نظره، انخراط كافة الجهات والمؤسسات المسؤولة بجهة الشاوية ورديغة. ونوه في هذا الصدد بالحضور والمساندة التي حظي بها المهرجان منذ ولادته، حيث قدرت قيمة الدعم المرصود لدورة هذه السنة في نسختها السادسة عشر من طرف المجمع الشريف للفوسفاط بنحو مليوني درهم والمركز السينمائي المغربي من خلال وزارة الاتصال بمليون و300 ألف درهم. وأبرز أنه في غياب الدعم المادي والمعنوي المتواصل والمواكبة المستمرة، خاصة من قبل المجالس على الصعيد المحلي والإقليمي والجهوي، فالمهرجان مآله الضياع، مما يعني ضياع 36 سنة من الجهد والعطاء في خدمة الفن السابع على العموم والسينما الإفريقية بالخصوص. وأشار إلى أن هذه السنة تبقى سنة إفريقية بامتياز بالنظر للزيارات المتتالية التي قام بها راعي دورات هذا المهرجان منذ 2002 جلالة الملك محمد السادس إلى عدة بلدان إفريقية، وكذا المبادرات الدبلوماسية الرامية أساسا لتعميق علاقات التعاون جنوب-جنوب. وأبرز أن هذه البوادر تشكل إشارة قوية للفاعلين السياسيين والمهتمين بالشأن الثقافي من أجل الالتفاف حول هذا الانجاز الكفيل بتطوير السينما الإفريقية وتعزيز أواصر علاقات التعاون بين العاملين فيها. كما توقف الاندوفي عند مستوى التغطية الإعلامية لدورة هذه السنة التي اعتبرها حالة استثنائية تمت المراهنة فيها على مختلف المنابر الإعلامية الأورو-إفريقية إلى جانب الصحافة المحلية، مما يبعث لدى الجهة المنظمة نفسا جديدا وإرادة قوية لمواصلة المسار وتأكيد الحضور المتميز هذه التظاهرة.