ما حدث في مراكش يوم الخميس 28 أبريل 2011، هو فعلا عمل جبان وجريمة في حق هذا الوطن الجريح، بل هو إرهاب ، الهدف منه نشر الرعب و إشغال الشعب وهز الاستقرار وخلط الأوراق و التلويح بورقة الأمن مقابل الصمت، و توجيه رسائل الغاية منها ثني الحركة الاحتجاجية الشعبية عن الاستمرار في الضغط لتحقيق مطالبها المشروعة .. خصوصا بعد محطة 24 أبريل التي استطاعت أن تخرج جميع تلاوين الشعب المغربي، وذابت على ما يظهر الخلافات السياسية والإيديولوجية وحتى ما يعرف "بالسلفية الجهادية" وبعد مدة من إحجامها عن الخروج للتظاهر وجدناها في بعض المدن جنبا إلى جنب مع الكل للمطالبة بإسقاط الفساد ولوبياته والاستبداد ورموزه والمطالبة بتغيير الدستور وإطلاق المزيد من الحريات ومحاسبة الجلادين والمجرمين ممن ثبت تورطهم وتقديمهم للعدالة، وإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي والسياسة ، .. ومطالب اجتماعية و اقتصادية ، الهدف من هذا كله هو تغيير جدري كي نسير بخطى سريعة لتحقيق الديمقراطية. إن تقاطع المصالح أدى إلى توحيد الجهود ورص الصفوف ليمهد لاتساع رقعة الاحتجاجات وحجم التظاهرات والإضافة النوعية من حيث الفئات الاجتماعية التي التحقت بالمظاهرات. هذا التطور أرعب العديد من المسؤلين المتورطين في الفساد السياسي والاقتصادي والإجرام الأمني مما يطرح فرضية جيوب مقاومة عاصفة التغيير والتي بدأت أولى خطواتها لعرقلة نضالات الشعب التواق للحرية والكرامة والعدالة والرافض للعنف والإجرام . الكل ينبذ الإرهاب هذا المصطلح الذي يحاولون إعادته للواجهة في ظل الظروف الخالية، بعد أن غاب ولمدة عن وسائل الإعلام المغربي . فما الرسالة التي توجيهها بالتلويح بهذا المصطلح؟ وما الغاية من ذلك؟ خصوصا ونحن نسمع في المظاهرات الشعبية بروز مجموعة من الأسماء ضمنهم أمنيين وسياسيين واقتصاديين، ونقرأ أيضا اتهامات لعناصر محسوبة على الديستي والمخابرات بفبركة بعض الملفات. من قام بهذا العمل الإجرامي، أيا كان، في هذا الوقت، وذاك المكان، إنما يريد خلط الأوراق لتكريس الاستبداد والفساد وقتل فكرة التغيير وتحويل المغرب عن مساره نحو الديمقراطية والعدالة والحرية. وهذا ما يجعلنا ننبه على أن استغلال هذا الحادث لفرض مزيد من التضييق على الحريات واستخدامه في مواجهة نداءات التظاهر السلمي الذي أطلقتها ولا زالت حركة 20 فبراير، والتلويح بورقة الأمن مقابل الصمت، إنما يخدم اللوبيات الرافضة للتغيير والمستفيدة من الفساد والاستبداد. فحذار حذار من هذا الطرح ، لا تقايضوا الشعب أمنه بصمته ، لا تلعبوا بالنار ، فمن يزرع الشوك لا يجني العنب .