بعد الانتقادات الواسعة والاستنكار الذي خلفه بث سهرة قفطان 2013 وما تخللته من وصلات رقص من أداء راقصات شبه عاريات ، لدرجة جعلت سعد المجرد يقدم اعتذاره للجمهور المغربي، اعتقدنا أن القناة الثانية دوزيم قد عرفت حدود المسموح تقديمه للمتلقي المغربي، وأنها ستتعلم من خطئها في المرات القادمة. إلا أننا تفاجأنا ليلة أمس السبت بالقناة تعيد بث سهرة القفطان المثيرة للجدل تلك، بكل فقراتها الماجنة والشبيهة بعروض الستربتيز في الملاهي الليلية. دوزيم أثبثت مرة أخرى أنها لا تهتم بما يحب وما لا يحب المتلقي المغربي، لا يهمها ما إن كان ما تقدمه سيخدش حياء العائلات المحافظة وما أكثرها بالمغرب، كل ما يهم دوزيم هو خدمة أجندة معدة مسبقا ، الكل بات يعرف من يقودها وضد من هي موجهة. فمنذ تولي حزب العدالة والتنمية مقاليد الحكومة ، بدأ أعداء هذا الحزب من دعاة الليبرالية إعداد العدة لمحاربتها وإسقاطها ، وقد استخدموا أسلحة مختلفة لتحقيق غرضهم. فسياسيا كلفوا حميد شباط بخلق الفتنة وإشعال معارضة داخل الأغلبية لإظهار بنكيران بالعاجز عن تحقيق التوافق السياسي. واقتصاديا، استخدموا ذراعهم المسمى الاتحاد العام لمقاولات المغرب، الذي عارض ، من أجل المعارضة فقط، جل خطوات إنعاش الاقتصاد التي حاولت الحكومة خلقها، وآخرها مقاطعة زيارة أردوغان وكتيبة رجال الأعمال التي حلت معه ، والسبب لا يصدقه عقل طفل، بحيث تبدو الحكومة غير قادرة على إخراج المغرب من أزمته الاقتصادية. أما ثقافيا ، فقد تكلفت دوزيم بالمهمة على أكمل وجه، فمن وصلات الرقص الشبيهة بحفلات التعري في قفطان 2013 ، إلى فنانات بملابس داخلية في مهرجان موازين ، واللائحة طويلة، والهدف هو إظهار أن الفضيلة ومبادئ الدين الإسلامي التي طالما تغنى بها رفاق بنكيران كلها مجرد شعارات ، لأن التلفزيون في عهدهم أصبح أكثر جرأة وانحلالا. المسألة باتت واضحة أمام الجميع، ولا تستغربوا في الأيام القادمة إن أشعلتم جهاز التلفاز ووجدتم القناة الثانية تبث فيلما بورنوغرافيا، لأن الصراع السياسي أعمى مدراء هذه القناة عن انتظارات المغاربة من قناة مغربية ، يفترض فيها أن تكون مرآة لثقافتهم ودينهم وتقاليدهم.