سيطرت القوات النظامية السورية الاربعاء على كامل مدينة القصير في وسط سوريا التي تشهد معارك منذ اكثر من اسبوعين، بحسب مصادر متطابقة من الحكومة السورية والمعارضة وجماعة حقوقية بارزة. وقال بيان لمقاتلي المعارضة السورية يوم الأربعاء إنهم انسحبوا ليلا من المدينة السورية الواقعة قرب الحدود مع لبنان بعد مذبحة ارتكبها الجيش السوري ومقاتلو حزب الله اللبناني أسفرت عن مقتل المئات. وقال التلفزيون الحكومي السوري في وقت سابق الاربعاء ان قوات الحكومة استعادت السيطرة على القصير. وتخوض القوات الحكومية ومقاتلو المعارضة معركة شرسة منذ اكثر من اسبوعين للسيطرة على البلدة الواقعة على طريق حيوي للامدادات عبر الحدود بين لبنانوسوريا، في اعقاب سيطرة المعارضة على المدينة منذ سنة. وأضاف بيان مقاتلي المعارضة "في وجه هذه الترسانة المرعبة ونقص الإمدادات وتدخل سافر من حزب إيراناللبناني أمام سمع العالم وبصره.. هذا العالم المنافق الذي لم يستطع حتى فتح ممرات إنسانية للمدنيين.. نعم هذا كان مطلب المقاتلين فقط فتح ممرات إنسانية للمدنيين والجرحى والكل همه وأمنيته أن يلحق بركب من سبقه من الشهداء." وتابع البيان "ولكي تكتمل الملحمة أبى بعض الفدائيين إلا إن يحموا ظهر إخوانهم فبقي العشرات منهم في أطلال المدينة ليؤمنوا انسحاب إخوانهم مع المدنيين ويصدوا هجوم مغول العصر الذين شحذوا سكاكينهم لذبح الأطفال والنساء". وتابع "هؤلاء الفدائيون الذين تعاهدوا على الموت في سبيل الله وفي سبيل المستضعفين من النساء والأطفال ما يزالون يقاتلون حتى اللحظة ضد الآلاف من مرتزقة لبنان الذين كانوا قبل سنين ضيوفا لاجئين في بيوتهم.. نعم إخواني إنها جولة خسرناها ولكن الحرب سجال ونحمد الله أن هيأ لأبطالنا أن يؤمنوا خروج المدنيين والجرحى. ونسأل الله الثبات لأولئك الفدائيين الذين أقسموا على الموت على ثرى القصير الحبيبة". وعرضت قناة الميادين التلفزيونية لقطات لجنود يضعون الاعلام السورية مع صور للرئيس بشار الاسد على أكوام من الانقاض في الشوارع. وقال بيان اذاعه التلفزيون السوري "قواتنا المسلحة الباسلة تعيد الامن والاستقرار الى كامل مدينة القصير بريف حمص." وقال أحد مقاتلي حزب الله "قمنا بهجوم مفاجئ في الساعات الاولى من الصباح ودخلنا البلدة ولاذوا هم بالفرار". ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء عن مصدر مسؤول قوله "جيشنا الباسل نفذ عمليات خاطفة ونوعية تمكن فيها من إعادة الأمن والأمان لمدينة القصير بعد أن قضى على أعداد كبيرة من الإرهابيين واستسلام أعداد أخرى ودمر أوكارهم بما فيها من أسلحة وذخيرة والعديد من الأنفاق والمتاريس التي كانوا يتحصنون بها". وأضاف المصدر "قواتنا الباسلة قامت أيضا بتفكيك عشرات العبوات الناسفة التي زرعها الإرهابيون في منازل المواطنين والطرقات العامة لإعاقة تقدم بواسل جيشنا لكن إصرارهم على تخليص المدينة من المجموعات الإرهابية أدى إلى دحر وهزيمة تلك المجموعات وانهيارها بالكامل". وتابع المصدر "إن قواتنا المسلحة تتابع حاليا عمليات التفتيش في مدينة القصير عما خلفه الإرهابيون من عبوات ناسفة وأدوات إجرامهم". من جانبه، اكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة قوات النظام السوري ومقاتلي حزب الله اللبناني على مدينة القصير. وقال المرصد في بريد الكتروني "سيطر مقاتلون من حزب الله اللبناني على مدينة القصير بعد غطاء كثيف من القصف نفذته القوات النظامية السورية على المدينة منذ ليل امس واستمر الى فجر اليوم". واوضح مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان "مقاتلي المعارضة صمدوا حتى الرمق الأخير"، مشيرا الى انهم انسحبوا من المدينة "بسبب نقص الذخيرة". واشار الى ان مجموعات من المقاتلين انسحبت في اتجاه بلدتي الضبعة والبويضة الشرقية في الريف الشمالي للقصير، في حين انسحب بعض المقاتلين في اتجاه بلدة عرسال الحدودية في شرق لبنان، وهي ذات غالبية سنية متعاطفة عموما مع المعارضة السورية.