ذكرت مديرية الدراسات والتوقعات المالية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية أن مؤشرات الظرفية الأخيرة المتوفرة تشير إلى تطور أقل أهمية للنشاط الاقتصادي الوطني في بداية سنة 2013. وأبرزت المديرية٬ في مذكرتها حول الظرفية لشهر ماي الجاري٬ أن التطور المتناقض للعرض يظل رغم ذلك إيجابيا لصالح قطاعات ديناميكية ذات مساهمات هامة في الثروة الاقتصادية الوطنية. من جهة أخرى٬ أوضح المصدر ذاته أن الأداء المرتقب على مستوى الفلاحة سيكون له بلا شك تداعيات إيجابية على باقي قطاعات الاقتصاد٬ خاصة التجارة والنقل٬ فضلا عن تطور الطلب الداخلي. وعلى صعيد الأنشطة الأولية٬ قدر الإنتاج الوطني لأصناف الحبوب الثلاثة الرئيسية ب97 مليون قنطار على مساحة 5,17 مليون هكتار برسم الموسم الفلاحي 2012-2013٬ أي بمردود متوسط قدره 18,6 قنطار في الهكتار٬ حسب قطاع الفلاحة. كما يرتقب أن تنعكس الوضعية المناخية المناسبة التي ميزت الموسم الفلاحي الحالي إيجابا على أداء الزراعات الأخرى وتربية الماشية التي أضحت إسهاماتها في نمو القيمة المضافة هامة. من جانب آخر٬ تعزز حجم تفريغ الصيد الساحلي والتقليدي ب32,5 في المائة في انزلاق سنوي في متم الأشهر الثلاثة الأولى من 2013٬ وفق آخر المعطيات الصادرة عن المكتب الوطني للصيد البحري٬ حيث سجلت قيمة هذا التفريغ ارتفاعا بنسبة 16,7 في المائة. وفي نهاية مارس 2013٬ حافظت الطاقة الكهربائية الصافية تقريبا على نفس المستوى المسجل في السنة الماضية٬ بانخفاض طفيف نسبته 0,1 في المائة٬ في حين واصل الإنتاج الصافي الإجمالي للمكتب الوطني للماء والكهرباء توجهه الجيد٬ متعززا بنسبة 11 في المائة. أما مبيعات الكهرباء فسجلت تراجعا بنسبة 2,2 في المائة في انزلاق سنوي في نهاية مارس 2013٬ بعد ارتفاع نسبته 12,6 في المائة قبل سنة. من جانب آخر٬ سجل قطاع البناء والأشغال العمومية تراجعا بنسبة 16,5 في المائة في استهلاك الإسمنت في نهاية أبريل الماضي٬ إلا أنه جرى تدارك الوتيرة الشهرية للانخفاض إلى ناقص 2,6 في المائة في أبريل 2013٬ بعد ناقص 25,4 في المائة في يناير٬ وناقص 10,3 في المائة في فبراير٬ وناقص 25 في المائة في مارس 2013. وتأكد أكثر التوجه الجيد لمؤشرات النشاط السياحي خلال شهر مارس 2013. ففي نهاية الأشهر الثلاثة الأولى للسنة٬ تعزز عدد السياح الوافدين وعدد الليالي المبيتة المسجلة بمؤسسات الإيواء المصنفة ب3 و11 في المائة على التوالي. كما حافظ قطاع الاتصالات البعدية على توجهه الجيد برسم الأشهر الثلاثة الأولى ل2013٬ التي يعكسها الأداء الجيد لمؤشراته الرئيسية. ونمت الحظيرة الإجمالية للهاتف النقال٬ في انزلاق سنوي٬ ب9,1 في المائة إلى 39,5 مليون مشترك٬ ونظيرتها للأنترنت ب17,9 في المائة إلى حوالي 4,1 مليون مشترك٬ مما خول تداركا واسعا لتراجع حظيرة الهاتف الثابت (ناقص 11,3 في المائة إلى 3,1 مليون مشترك)٬ حسب المديرية.