أكدت "وكالة بيت مال القدس الشريف" الثلاثاء أنها مستمرة٬ بإشراف شخصي من العاهل المغربي الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس٬ في تنفيذ مشاريع حيوية لحماية مدينة القدس و الحفاظ على موروثها الديني والحضاري ودعم صمود أهلها. وشدد بيان توضيحي لوكالة بيت القدس الشريف٬ الذراع الميدانية للجنة القدس٬ على "الجهود الموصولة التي يبذلها العاهل المغربي الملك محمد السادس٬ رئيس لجنة القدس على الصعيد الدولي٬ تلك الجهود التي أشادت بها جميع مؤتمرات قمم الدول العربية والإسلامية٬ وأصحاب القضية الفلسطينية أنفسهم ومنابرهم الرسمية والشعبية". ونشرت الوكالة بيانها ردا على تصريحات لعصام العريان٬ القيادي في حركة الإخوان المسلمين المصرية٬ تناقلتها صحف مصرية ومواقع إلكترونية الإثنين٬ زعم فيها أن "دور لجنة القدس المنوط بعهدتها دراسة الوضع" في القدس٬ ضعيف وأن هذه اللجنة "لم تقدم شيئا للقضية الفلسطينية". وتأسست وكالة بيت مال القدس الشريف سنة 1998 كمؤسسة عربية إسلامية غير هادفة للربح وذلك بمبادرة من ملك المغرب الراحل الحسن الثاني رئيس لجنة القدس آن ذاك، التي تشكلت بقرار منبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي المنعقدة بفاس العام 1975. وتبذل الوكالة جهدا استثنائيا في العمل على "حماية الحقوق العربية والإسلامية في المدينة المقدسة، وتعزيز صمود أهلها من خلال دعم وتمويل برامج ومشاريع في قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والحفاظ على التراث الديني والحضاري للقدس الشريف". واعتبر البيان أن تصريحات عصام العريان٬ رئيس الهيئة البرلمانية لحزب "الحرية والعدالة" الحاكم في مصر٬ التي أدلى بها في اجتماع للجنة الشؤون العربية و الخارجية والأمن القومي بمجلس الشورى المصري٬ "غير بناءة و بعيدة عن الواقع". وجاء في البيان أن "وكالة بيت مال القدس الشريف٬ التي يشرف الملك محمد السادس شخصيا على عملها في القدس٬ مستمرة في تنفيذ مشاريع حيوية لحماية المدينة والحفاظ على موروثها الديني و الحضاري ودعم أهلها المرابطين". وذكر المصدر نفسه بأن "المملكة المغربية تساهم بنسبة 80 في المائة من الدعم المالي المرصود لتلك المشاريع٬ دون أي توظيف أو متاجرة بالقضية في خدمة أغراض سياسوية أو مذهبية". ولقي تصريح العريان استنكارا شعبيا في اكثر من دولة عربية كما تبين ذلك التعليقات الساخرة من موقف القيادي الإخواني في مواقع الانترنت. وبدا أن العريان قد سعى إلى الرماية في المرمى الخطأ، خاصة عندما يتعلق الأمر بالرغبة في طمس أفضال المغرب على القضية الفلسطينية التي يسعى إلى تقديمها على قدر سعة يده دون انتظار لأي جزاء أو شكور، ودون حسابات دعائية ضيقة الأفق، كما يقول عدد من المراقبين العرب. وتساءل أحد المعلقين متهكما عما إذا كان عصام العريان يعتبر دعوته اليهود ممن كانوا يقيمون في مصر للعودة للعيش فيها ومغادرة الأراضي الفلسطينية التي لجؤوا إليها فرارا بدينهم وأنفسهم من الاضطهاد، من الأدوات غير التقليدية التي ينبغي على لجنة القدس اعتمادها؟ وتساءل آخر "ماذا اضفت انت وجماعتك الى بلدك مصر غير التخلف والفقر وانعدام الامن وقلة الاستثمارات والفوضى والهرج؟"، قائلا إن مصر أصبحت منذ صعود "جماعة النفاق والتدليس والكذب"، للحكم تسير من سيء الى أسوأ. ورد مغربي غاضب بالقول "يكفى ملكنا انه يجمع الاموال للفلسطينيين وله مسؤولية كرئيس لجنة القدس..". وقال مغربي آخر إن "لجنة القدس برئاسة الملك محمد السادس تقوم بكل ما تستطيع القيام به رغم الاكراهات المالية، وعزوف جل الدول العربية واثريائها عن تمكين هذه اللجنة بالمال حتى تستطيع ان تحقق للمقدسيين خاصة وللفلسطينيين عامة ما يستحقونه من المعونة". ووجه معلق عربي سيلا من الاسئلة للإخوان وللعريان نفسه متحديا إياه إن كان باستطاعته أن يجيب عليها أو على الاقل على بعضها. وتساءل المتدخل العربي "لماذا لا يطالب الإخوان بقطع الغاز عن إسرائيل؟ ولماذا لم يتكلموا بعد إعلان أوباما أن القدس عاصمة إسرائيل؟ ولماذا لم يطالبوا بإلغاء اتفاقية كامب ديفيد؟ ولماذا لم يطالبوا بفتح باب الجهاد؟ ولم يطالبوا بمقاطعة المنتجات الأميركية والإسرائيلية بل على العكس من ذلك اوقفوا الشتائمضد أميركا وإسرائيل؟ ولماذا لم يغلقوا السفارة الإسرائيلية؟ ولم يطردوا السفير الاسرائيلي كما كانوا يطالبون بذلك أيام مبارك؟