اتخذت شركة «نوكيا سايمنس» لبناء شبكات وتجهيزات الاتصالات المغرب مركزا إقليميا لإدارة عملياتها في منطقة شمال وغرب أفريقيا، وذلك في سياق خطة إعادة انتشار نشاطها الدولي واعتبار أفريقيا منطقة قائمة لوحدها في الهيكلة الجديدة للشركة. وتتوقع الشركة استثمار 4 مليارات يورو في شبكات الاتصالات في أفريقيا خلال العام الحالي. وأشار بن هايين، مدير «نوكيا» لمنطقة أفريقيا الشمالية والغربية إلى أن القارة السمراء أصبحت تحظى باهتمام كبير نظرا لآفاق النمو والقدرات التي تختزنها، وقال هايين ل«الشرق الأوسط» إن «نوكيا سايمنس» للشبكات قسمت إدارة عملياتها في القارة الأفريقية على مركزين، الأول في المغرب ويغطي 25 دولة، والثاني في جنوب أفريقيا. وأشار إلى أن المنطقة التي يغطيها المركز المغربي تضم 75 شركة للاتصالات وتعرف توسعا قويا خاصة في مجال الربط بالهاتف الجوال والإنترنت المتنقل. وعن سبب اختيار المغرب كمركز للعمليات في المنطقة، رغم أنه يأتي في المرتبة الثالثة من حيث حجم سوق تجهيزات شبكات الاتصالات، بعد الجزائر ونيجيريا، يقول بن هايين إن ذلك مرده إلى نضج سوق الاتصالات في المغرب حيث تجاوزت نسبة اشتراك السكان في الهاتف الجوال 100%، إضافة إلى جودة مناخ الأعمال، وتوفر مهندسين أكفاء في مجال الاتصالات. وأوضح هايين أن وجود «نوكيا» في المغرب لأزيد من 50 سنة، والعلاقات التاريخية التي تربطها مع شركة «اتصالات المغرب»، التي تقود مخططا طموحا للاستثمار والتوسع في منطقة أفريقيا الغربية شكل عاملا قويا في اختيار المغرب كمركز لعمليات «نوكيا» في المنطقة. وأضاف هايين أن الفرع المغربي ل«نوكيا» عرف توسعا كبيرا في الأشهر الأخيرة استعدادا لدوره الإقليمي الجديد. وعرف حجم العمالة في الفرع المغربي زيادة بنسبة 40%، ليصل عدد موظفي الفرع إلى 300 شخص 90% منهم مهندسون وأطر عليا. وقال: «عدد كبير من الموظفين الجدد مغاربة، لكننا في هذه المرحلة الأولى استقدمنا مهندسين من أوروبا والشرق الأوسط لدعم قدرات المركز المغربي في طور الانطلاق، لكن هذا اللجوء لأطر من الخارج سيكون بشكل مؤقت فقط». كما أشار هايين إلى أن «نوكيا» عضو في مجلس إدارة المعهد المغربي للبريد والاتصالات في الرباط، وتعمل معه بشكل وثيق لتكوين أطر تستجيب للحاجيات المستقبلية لفرعها المغربي. وبصدد السوق المغربية، توقع هايين استمرار توسع السوق في مجالات الهاتف الجوال وخدمات الجيل الثالث، خاصة مع وجود 3 متعهدين. وتوقع هايين أن يطلق المغرب قريبا تراخيص لخدمات الجيل الرابع للاتصالات. وقال: «نتابع عن قرب إعداد هذه التراخيص، والتي ستحدث ثورة في مجال الإنترنت المتنقل. و(نوكيا) رائدة في هذا المجال عبر تقنيتها الجديدة (إل تي إي) التي يجري حاليا انتشارها في 35 مدينة عبر العالم». وأوضح هايين أن اعتماد هذه التقنية لن يتطلب من متعهدي خدمات الاتصالات أي استثمارات إضافية في مجال التجهيزات وشبكات الاتصالات، وإنما فقط تحديث البرمجة، وقال: «ننتظر فقط إطلاق تراخيص الجيل الرابع، ونعتقد أن هذا سيكون في وقت قريب بالمغرب».