أكدت الباحثة المغربية مريم آيت أحمد٬ رئيسة وحدة الأديان المقارنة وحوار الثقافات بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة ٬ورئيسة مركز إنماء للأبحاث والدراسات المستقبلية ٬ على الحاجة إلى إعادة صياغة مناهج التعليم الديني في مجال حوار الاديان كي لا يكون هناك صراع مستقبلي بين الأجيال. وأوضحت الباحثة المغربية في مداخلتها أمام المشاركين في أشغال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان ٬التي تواصلت اليوم الاربعاء ٬تحت شعار " تجارب ناجحة في حوار الاديان " أن "منهج المقارنة منصوص عليه في القرآن الكريم الذي أشار إلى حوار الأديان ٬والذي أصبح بالتالي موضوعا شائكا في المجتمعات". وركزت الاستاذة مريم أيت أحمد في هذا السياق على "ضرورة الابتعاد عن النمطية القديمة في تدريس الدين وأن يكون هناك منهج واضح في تدريس الأديان كما هي عند أهلها٬ وليس كما تراه الأهواء والمصالح". وشددت الجامعة المغربية في عرض أكاديمي تحت عنوان " المناهج الدراسية ودورها في تعزيز قيم التعايش والحوار بين الأديان" على أهمية "إزالة عنصر العداء عبر التعامل بين مختلف أتباع الأديان". وقالت يجب ألا يكون هناك خلال الحوار "مغالطة وصورا مقلوبة" مشيرة إلى أن "السلف لم يكن في زمنهم مناهج قائمة على الاستقراء وقراءة ما بين السطور للمنهج الديني٬ وبالتالي أصبحنا نحكم على الأديان انطلاقا من الفتاوى وليس من الدين٬ لأن الدين هو وحي من الإيمان ". واعتبرت أن ارساء مشروع البحث الاكاديمي الجامعي حول حوار الاديان "حتم على الباحثين النزول من عالم الافكار و المطالبة و احترام مبادئ التعايش الديني ٬ الى ارادة الفعل و الانجاز من خلال ترسيخ اليات تربوية منهجية ترشد جيل الناشئة نحو ديداكتيك قيم المواطنة و التعايش المجتمعي السلمي و تخرجه من تيه الانغلاق على النفس و رفض الاخر بحساسية مفرطة تطورت وتوارثت عبر اجيال لتكرس واقعيا ثقافة الاقصاء و الانكفاء على الذات". ولاحظت انه بين مستويات المطالبة النظرية باحترام التنوع الديني و الثقافي وعدم التطبيق المعرفي و العملي بتغييب مناهج ومواد دراسية جامعية ٬ "انحازت بعض الاراء الاكاديمية لتأصيل فهم يتسم بالانحياز للذات و إقصاء الاخر ". تجدر الاشارة الى ان الجلسة الافتتاحية لأعمال مؤتمر الدوحة العاشر لحوار الأديان ٬ تميزت بتكريم الباحثة المغربية مريم آيت أحمد٬ حيث تسلمت درع المؤتمر اعترافا بالخدمات الجليلة التي تبدلها ومازالت في تعزيز الحوار بين الاديان . ويركز المؤتمر ٬ خلال ايام انعقاده الثلاثة ٬ على أربعة محاور هي المحور الاكاديمي ومحور العدالة ومحور السلام وحل النزاعات ثم محور الثقافة ووسائل الاعلام .