تنطلق، صباح اليوم 4 ماي الجاري، برئاسة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أشغال المؤتمر الدولي حول "دور الأديان في تعزيز قيم المعرفة: الواقع والمأمول" المنظم من طرف مختبر اللغة والإبداع والوسائط الجديدة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالقنيطرة، بشراكة مع مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بقطر، بمشاركة مجموعة من الباحثين المتخصصين في علوم الأديان من العالم العربي والغربي. وفي تصريح ل "المغربية"، ذكرت مريم آيت أحمد، رئيسة المؤتمر الدولي حول الأديان بالمغرب، وأستاذة الأديان المقارنة بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، أن هذا المؤتمر، الذي اختار مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان بقطر تنظيمه بالمغرب، يتوخى البحث في مسألة "تفعيل دور الأديان في تعزيز قيم المعرفة ودمجها في برامج التعليم والإرشاد، والمجتمع المدني، ومحاربة الأمية والفقر، والفرقة والتعصب، الذي يعتبر الجهل مدخلها الرئيسي، وتعد المعرفة مفتاحا لحل معضلاتها، ودعم جهود الدول والمنظمات والهيئات العربية والإسلامية والدولية في تعزيز قيم المعرفة المساهمة في خلق جو الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، ناهيك عن إعادة النظر في دعاوى تخصيص العلوم في العلوم الشرعية فقط، وتبادل الرأي والخبرات حول العلاقة التكاملية بين الدين والعلم، ومساهمة الدين في تطوير مجتمع المعرفة وفق المتغيرات العالمية الجديدة، وتأصيل معرفي يغطي أبعاد العلاقة الترابطية بين العلوم الإنسانية والعلوم التجريبية". وأضافت آيت أحمد أن المؤتمر الدولي حول الأديان، الذي سيتواصل إلى غاية 5 ماي الجاري، سيبحث، أيضا، في أسباب القطيعة بين المؤسسة الدينية والعلمية، آملا إرجاع هذه العلاقة إلى سابق عهدها، لأنه بفضلها تحققت للأمة العربية نهضتها عبر التاريخ، ولا مجال اليوم لإعادة وتكرار المباحث السابقة، والحديث عن السلم والتسامح فقط، بل يجب البحث في الدين وفق المستجدات العصرية، وربطه بالواقع والعلم، وتحبيبه للشباب، وحثهم على البحث فيه، وجعله وسيلة للمعرفة، حتى لا يظل رجل الدين في واد، ورجل العلم في واد آخر، خاصة أن تحديات العصر الراهنة والمستقبلية تستدعي توحد المؤسسات العلمية والدينية. وأشارت آيت أحمد إلى أنه "إذا كانت الأديان تدعو إلى تكريم الإنسان بالعقل، وتسخر كل المعارف الكونية والتشريعات الإنسانية لخدمة مصالحه والرقي بمستقبله، فإن تحصيل وطلب العلم يعد واجبا دينيا ومطلبا حضاريا، تتزايد أهميته في بناء قيم الإرادة والإنجاز والفاعلية لمجتمعات مازالت تعاني من الجهل كآفة اجتماعية تهدد مجتمعاتنا بمخاطر الفقر والفرقة، والصراع، ووباء التعصب المذهبي والثقافي والحضاري والإساءة للأديان،، فالإنسان عدو ما يجهل، والحوار الندي المتكافئ بين الثقافات والأديان والحضارات، لا يتحقق في ظل غياب العلم والمعرفة والفكر والاجتهاد، وبما أن الأديان تدعو إلى التربية على القيم، فإن من أكبر التحديات، التي تواجه مجتمعاتنا اليوم هو تغييب دور الأديان في استنهاض الهمم وتفعيل طاقات الشباب نحو ولوج عالم المعرفة والإبداع، والاكتشافات العلمية". وأضافت رئيسة المؤتمر أن الأديان لا توافى حقها من الدرس في الجامعات العربية بشكل عام، والمغربية بشكل خاص، لأنها تعد خارجة عن العلوم الشرعية، كما أن قلة المتخصصين في المجال تجعل مسألة تدريسها بالشكل اللائق غير ممكنة، مشيرة إلى أن الانخراط في سوق المنافسة الحضارية العالمية لا يتحقق بالانعزال عن ثورة المعلومات والمعارف والتكنولوجيا والوسائط الجديدة، بل بالانخراط فيها، والإسهام في تربية جيل ثورة الوسائط الجديدة على أن الدين كما يدعو للصلاة والصيام والحج والزكاة، فإنه يدعو إلى التعلم والمعرفة، والانفتاح على العلوم الكونية، ورسم هندسة الأفكار لتمكين الأفراد من تعزيز قيم المعرفة والديمقراطية، والمواطنة، والسلم، والتعايش، والأمن الفكري، والنفسي، والاجتماعي، الذي رسخت مبادئه التشريعات الدينية. وتتوزع جلسات هذا المؤتمر الدولي، المتواصل على مدى يومين، إلى أربعة محاور: العلاقة بين المعرفة الدينية والمعرفة العلمية، ودور الأديان في تعزيز المعرفة، والدين وقيم المعرفة والمجتمع المدني، واستشراف مستقبل المعرفة في ظل الخطابات الدينية والعلمية. ويشارك فيه مجموعة من الباحثين من بينهم: إبراهيم صالح النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز الدوحة الدولي لحوار الأديان، ويوسف الصديقي من كلية الشريعة بجامعة قطر، وعبد الله السيد ولد اباه، أستاذ الفلسفة بجامعة نواكشوط بموريتانيا، ومعتز الخطيب، أستاذ من سوريا ومعد برنامج "الشريعة والحياة" بقناة الجزيرة القطرية، وعبد الله ميقاتي، مستشار رئيس الحكومة اللبنانية، وفالنتينا كولومبو من إيطاليا، ونوزد صواش من تركيا، وعبد الله توما من لبنان، وعبد المجيد النجار من تونس، وطارق حجي، وزينب مصطفى عبد العزيز من مصر، وصلاح بونعمان من الجزائر، إضافة إلى مجموعة من الباحثين المغاربة منهم: مصطفى القباج، ومصطفى الزباخ، ورجاء ناجي مكاوي، وأسماء المرابط، وفريد زمرد، وعبد السلام بلاجي، وعبد المجيد الصغير، وسمير بودينار، وخالد الصمدي، وحسن العلمي، وسعيد الشبار، وأحمد شحلان.