كشفت صحيفة إلباييس أون لاين في مقال نشرته في عددها اليوم عن حادثة إلقاء القبض على شخصين أحدهما مغربي والآخر جزائري في أماكن متفرّقة من التراب الإسباني، تتّهمهما المخابرات الاسبانية بميولهما في السنوات الأخيرة إلى مناصرة الجهاد وحرصهما على تصفّح مواقع الجهاديين الخاصّة بالحرب في مالي. هذا،وانتشرت الإشاعات كانتشار النّار في الهشيم في كل دوّل المجموعة الأوروبية وخيّمت سحابة غائمة من الخوف والهلع في صفوف المواطنين، وشاعت الدعايات حول علاقة المتّهمين بمنفّذي عملية مارطون بوسطن ،وداع خبر ارتباطهما بتنظيم إرهابي دولي ينشط بالغرب لصالح المجاهدين. إلى أنّه بعد ساعات طوال من نشر الخبر وكثرة طول انتظار من جميع الوكالات المحلية والدولية،من أجل تأكيد الخبر بتصريح رسمي من الحكومة الإسبانية،خرجت خلاله وزارة الداخلية الإسبانية بمؤتمر صحافيّ، صرّح فيه وزير داخليتها " جورج فيرنانديز دياز" للصحافيين بأنه تمّ إلقاء القبض بمدينة مورسيا وساراكوزا قبل ساعات من نهار اليوم على متّهمين اثنين ينتميان لبلدان المغرب العربي، يشتبه في علاقتهما بأنشطة جهادية خارج إسبانيا ومن المرجّح انضمامهما إلى خليّة راديكالية إرهابية مالية قريبة من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. كما أضاف السيد الوزير أنّ توقيت هذا التوقيف جاء بعد انتهاء تحقيقات طويلة ومعمّقة فاقت السنة بتنسيق مشترك مع المخابرات المغربية والفرنسية، للتوصّل لهذه القناعة وفي الوقت المناسب لغلق أبواب تجنيد الشباب للجهاد ضدّ القوات الفرنسية المتواجدة بمالي. وذلك بعد سنة طويلة من المراقبة اللاصقة لهما والتصنّت على مكالماتهما الهاتفية وتتبّع المواقع الإلكترونية التي يزورانها ، حتّى قرّرت المخابرات الإسبانية التدخّل في هذه المناسبة لتلقي القبض على هذين المتّهمين. والأمر يتعلّق بمواطن جزائري يسمى" ناو مديوني"تمّ اعتقاله بمدينة ساراكوزا بشمال البلاد ، والذي كان مولعا بتصفّح موقعا للجهاديين بمالي الذي تشرف عليه القاعدة بالمغرب الإسلامي،كما تشتبه فيه الحكومة الإسبانية بتجنيده لبعض المتطوّعين الناشطين الشباب على الشبكة العنكبوتية قبل أن يتمّ مرافقتهم إلى أماكن آمنة، كما سبق له أن تجنّد بدوره قبل ذلك وحصّل على تعليمات وارشادات وكيفية الالتحاق بمعسكر تدريب المجاهدين بشمال مالي. أمّا المتّهم الثاني فهو المغربي حسن الجعواني والذي اعتقلته وحدة التدخّل السريع الاسبانية التابعة للشرطة في كمين بمدينة مورسيا بالجنوب الشرقي ،واقتيد للتحقيق معه بتهمة الانتماء لخلية جهادية وللإجابة عن أسئلة حول مسؤوليته الكاملة في تجنيد الشباب للجهاد بالساحة المالية ضد القوات الفرنسية. بينما يظنّ عناصر التحقيق من المخابرات الاسبانية من منظور آخر أنّ هذا الأخير سبق له أن اتصل مباشرة مع بعض الجهاديين المسؤولين عن خطف وقتل مواطنين فرنسيين بالنيجر في يناير من سنة 2010. في حين نفى الوزير في ختام هذا المؤتمر الصحافي من جهة ثانية أية علاقة للمشتبه فيهما بأحداث مارطون بوسطن الأمريكية وأي ارتباط لهما بالأخوين الشيشانيين، على رغم من الإديولوجية الراديكالية التي يتبنّياها معا، وبخلاف ما راج وأديع منذ ساعات في كثير من وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة والإلكترونية عبر العالم كلّه. لينتهي الخبر باعتقال المشتبه فيهما وتقديمهما للعدالة الإسبانية في انتظار ما سيؤول إليه التحقيق معهما في الساعات و الأيام وربّما الأسابيع والشهور القادمة على أكثر تقدير.